طالبت أسر ضحايا حادثة سير تسبب فيها مواطن موريطاني بضواحي مدينة المحمدية بإنصافها بعد أن تم إطلاق سراح الجاني وتمكينه من الرحيل إلى بلده دون أدنى محاكمة. وكان الموريطاني قد تسبب في إصابة سائق طاكسي بعاهة مستديمة، فيما تسبب في قتل راكبي سيارة تاكسي و إصابة أربعة ركاب آخرين بجروح بليغة، تاركا أسر الضحية تغوص في الألم والمعاناة واللامبالاة. حادثة مروعة «كان السائق يسوق بسرعة سيارته ال«كات كات» حين فقد السيطرة على مقود السيارة وتوجه نحونا، فلم أجد الفرصة لتفادي الاصطدام به. وكانت العاقبة وخيمة، حيث توفي راكبان ضمن ركاب سيارة الأجرة التي كنت أقودها، وأصبت، أنا والأربعة الباقون، بجروح بليغة. وقع الحادث قرب قنطرة واد النفيفيخ على الطريق الرابط بين مدينتي المحمدية وابن سليمان». يحكي مراد رشيد، سائق الطاكسي، الذي أصبح معاقا يتنقل بصعوبة على رجليه، وفقد عمله ومورده المالي الوحيد. و أضاف بعينين دامعتين: «كانت كل الإجراءات بعد الحادث عادية وسليمة. حضر رجال الدرك الملكي إلى مركز المنصورية، التابع لسرية الدرك ببوزنيقة، حيث عاينوا الواقعة وأنجزوا محضرهم عدد 2673 بتاريخ 14/09/2009، بعد الاستماع إلى كل الأطراف. وتأكد لهم أن الموريطاني الذي يعمل بالديار الإسبانية هو المتسبب في الحادثة نتيجة تهوره. كما تأكد لهم أنه لا يتوفر على التأمين، مما جعلهم يقودون سيارته إلى المحجز. وعكس ما كانت تنتظر أسر الضحايا، عمد الدرك القضائي المحلي إلى إطلاق سراح الموريطاني (و.م) وتم تسليمه سيارته غير المؤمنة، وأكدوا له أنهم طبقوا تعليمات وكيل الملك لدى ابتدائية ابن سليمان. وأضاف أن عناصر الدرك لم تكلف نفسها عناء الاتصال بالمكتب المركزي للتأمين للتأكد من صحة وثائق السيارة، وأنه مصرح بتأمينها لكي لا تضيع مصالح الضحايا. حكايات الموريطاني
المريطاني، الذي تسبب في حادثة السير سبق له أن قضى فترة حبسية قصيرة داخل السجن المحلي بابن سليمان. كما نسج حكايات أخرى مفزعة، بدأت بمصاحبة أحد السجناء من أبناء المدينة، حيث توطدت علاقتهما داخل السجن، وتطورت بحلول الموريطاني ضيفا على أسرة صديقه في الزنزانة، لتنتهي باستمالة شقيقتة، وخطبتها، وإعداد وثائقها للرحيل معه إلى الديار الموريطانية، لتفاجأ أم الضحية بابنتها تطلب نجدتها عبر الهاتف، وتحكي لها عن الحياة البئيسة التي تعيشها رفقته، حيث أكدت لأمها أنها سجينة تعيش مكرهة داخل بيت متعفن بإحدى المناطق النائية بموريطانيا، وأنه لم يتمم الزواج بها، ولما طلبت العودة إلى وطنها اغتصبها وعنفها وقام باحتجازها داخل خيمة. وسبق لأم الضحية أن صرحت ل«المساء» أن ابنتها اكتشفت أن زوجها المنتظر، الذي أكد لها أنه أعزب، متزوج من امرأتين تعيشان الفقر والقهر بدون أدنى شروط الحياة. وأضافت الأم حينها: «هاتفتني ابنتي عدة مرات تطلب نجدتنا، وقالت إنه ضحك عليها، واصطحبها إلى بلدة يصعب عيش الدواب داخلها، وأنها حاولت الفرار، وتمكنت من الانسلال من المنزل، وقطعت على رجليها عشرات الكيلمترات في منطقة يصعب تحديدها، إلى أن وجدها بعض المواطنين الموريطانيين، الذين حكت لهم عن مأساتها، فوعدوها بالتدخل لديه من أجل إنصافها وترحيلها إلى بلدها، وأعادوها إليه، لتعود إلى حياة البؤس والعزلة. وأكدت أنها راسلت وزارة الخارجية المغربية في الموضوع، ولازالت تنتظر الاهتمام بملف ابنتها المختطفة، مضيفة أنها أعانت الموريطاني على إصلاح سيارته وتسوية كل وثائقه ومنحته مبالغ مالية كبيرة على أمل أن يتم إرجاعها لهم بعد عودته إلى بلده. و تقول الأم إن الضيف كذب عليهم وأكد لهم أنه من أسرة ميسورة وأن أمه بائعة مجوهرات ووالده فلاح له ضيعة بها ستين بقرة، وأنه تقرب من ابنتها ووطد علاقته بها على أساس أن تكون زوجته، مؤكدا للأسرة أنه لم يسبق له أن تزوج، وأنها صرفت كل ما تملك من أجل إعداد ابنتها للزواج ودعمته ماليا إلى حين عودته إلى بلده.