عاد ملف حادثة السير المؤلمة التي هزت الرأي العام المحلي بمدينة المحمدية إلى الواجهة بعد أن رأت أسر الضحايا أن القضاء يعتمد على ما أسموه بالشهود الوهميين وتصريحات زائفة لسائق السيارة، نوع ميتسوبيشي الفارهة، الذي دهس خمسة أشخاص كانوا فوق طوار الرصيف وعلى بعد ثمانية أمتار من الشارع العام، وتسبب في إنهاء حياة أم لستة أطفال وإصابة زوجها وثلاثة راجلين آخرين بجروح بليغة. وتنتظر الأسر الجلسة الثانية لابتدائية المحمدية التي حدد لها موعدا الخميس المقبل من أجل إنصافها. وإدانة الجاني أو الجناة. وتتخوف الأسر، حسب شكاية توصلت بها «المساء» من أن يتم الإجهاز على حقوق الهالكة وعدم معاقبة سائق السيارة الخاصة الذي يوجد في حالة سراح مؤقت، بينما لازال سائق سيارة الأجرة قيد الاعتقال. وجاء في الشكاية التي وجهت نسخة مماثلة منها إلى وزير العدل أنهم فوجئوا عند نهاية التقديم بمتابعة سائق سيارة الأجرة بعدم احترام حق الأسبقية والجرح والقتل غير العمديين ووضعه رهن الاعتقال، وحفظ الدعوة ضد سائق السيارة الخاصة التي دهست المجموعة لانعدام العنصر الجرمي وإخلاء سبيله. وتختلف روايات الحادث المؤلم الذي تسببت فيه سيارة أجرة من الصنف الكبير وسيارة خاصة حسب تصريحات الأطراف الثلاثة السائقين وشهودهما وشهود الضحايا. فمن جهة أكد زوج الهالكة أنه كان رفقة زوجته فوق رصيف شارع الرياض على مستوى دوار المسيرة حيث وقع اصطدام بين السيارتين ، وأن السيارة الخاصة التي كانت تسير بسرعة كبيرة صعدت فوق الرصيف ودهست زوجته كما أصابته رفقة ثلاثة أشخاص كانوا راجلين بجانبه فوق طوار الرصيف وعلى بعد ثمانية أمتار من الشارع، وسلم الزوج للشرطة القضائية شهادة طبية تثبت عجزا مدته 25 يوما. ويصر سائق السيارة الخاصة على أنه كان يسير بسرعة منخفضة قادما من حي رياض السلام، وبجانبه أحد أصدقائه، حين فاجأه بشارع حي الرياض سائق سيارة الأجرة (مرسيديس 240) عبر زقاق يتفرع من دوار المسيرة، وأن السائق لم يحترم أسبقية المرور فصدمه مما جعله يفقد السيطرة على سيارته ويصعد فوق طوار الرصيف، وتقدم بشهادة طبية مدتها 45 يوما، كما قدم صديقه شهادة طبية مدتها 40 يوما تثبت إصابتهما وعجزهما. وزكى شاهد استقدمه شقيق سائق السيارة الخاصة تصريحاتهما. وفي الطرف الآخر صرح سائق سيارة الأجرة أن السيارة الخاصة كانت تسير بسرعة فائقة حيث صدمت سيارته وهو على مشارف الخروج من الشارع. وصعدت إلى الطوار لتصيب الراجلين الخمسة. وهي نفس تصريحات الزوجين اللذين كانا من بين ضحايا الحادث، واللذين أكدا أن صاحب السيارة الخاصة كان يسير بسرعة جنونية، وأكد الزوج أنه هو من نادى على سائق سيارة الأجرة من أجل أن تقلهما إلى السوق الأسبوعي (أحد) اللويزية.