تزامنت الأزمة التي يعيشها عدد من قطاعات نقابة الكونفدرالية الديمقراطية للشغل في عدد من مدن المغرب مع الأزمة الصحية التي يعيشها نوبير الأموي، زعيم النقابة الذي عرف في السنوات التي كان فيها ضمن أقطاب اليسار المتزعم للمعارضة، بتصريحاته النارية التي أدخلته السجن، قبل أن يخفت صوته مع صعود الاتحاديين إلى الحكم، وقراره الانسحاب من الحزب، والابتعاد بنقابته عنه. فقد قرر ما يقرب من 250 رجل تعليم يعملون بالقطاع النقابي للكونفدرالية الديمقراطية للشغل بمدينة مكناس الانسحاب الجماعي من هذه النقابة، والالتحاق بنقابة الفيدرالية الديمقراطية للشغل، وذلك بعد خلاف وصفوه ب«المزمن» مع القيادة المحلية لنقابة الأموي، عجزت تدخلات وطنية عن إيجاد مخرج لها. وكال المنسحبون اتهامات عديدة لمكتبهم المحلي، الذي اتهموه بتجميد قطاعهم وطرد بعض نشطائهم، في سياق أهم معالمه اقتراب المؤتمر الإقليمي الذي من شأنه أن يفرز قيادة محلية جديدة تقود النقابة في المدينة. وتعيش نقابة الأموي على إيقاع أزمات في عدد من مناطق المغرب، فقد تم حل فرع جهة سوس ماسة درعة لقطاع الإسكان والتعمير والتنمية المجالية والبيئة والوكالات الحضرية وشركات العمران. واتهم المجلس الوطني هذا المكتب المحلي بتجاوز اختصاصاته والتجريح في حق الكاتب العام للنقابة وفي المكتب الوطني. فيما يربط أعضاء من هذا المكتب المحلي خطوة الحل ب«الكشف» عما يسمونه «فسادا» و«سوء تدبير» بعض المسؤولين النقابيين في هذا القطاع. وسبق لعدد من نشطاء هذا القطاع أن غادروا سفينة نقابة الأموي، وقرروا الالتحاق بنقابة الاتحاد العام للشغالين بالمغرب. ويتحدث النقابيون الغاضبون في نقابة الأموي عن أن هذه الانسحابات هي التي جعلت نقابة الاستقلاليين تحصل على المرتبة الأولى في قطاع الإسكان، الذي يسيره الوزير الاستقلالي توفيق احجيرة، وكذا حصولها على الرتبة الأولى في الوكالات الحضرية وفي مؤسسة العمران. وعرفت نقابة المكتب الوطني للماء الصالح للشرب في المناطق الجنوبية انسحابات جماعية مرتبطة بإقالة أعضاء من المكاتب المحلية بعدد من المدن في الجنوب. أما النقابة الوطنية للصناعة التقليدية، فقد استقال مكتبها الوطني وجل مكاتبها الفرعية بجل مدن المغرب.