قد تفقد الحياة الجنسية لزوجين بريقها، بل قد يعاني أحدهما أو كلاهما من انعدام الرغبة الجنسية أو من الشعور بالعجز الجنسي، وكل هذا قد لا يكون مرتبطا بوضع نفسي معيَّن، بل بحالات صحية يعاني منها الزوجان. وهناك حالات صحية يمكن أن يكون لها تأثير سلبي للغاية على أداء كلا الزوجين أو أحدهما في فراش الزوجية، نذكر أهمها: امراض الأوعية الدموية يمكن أن تظهر العديد من الأمراض المرتبطة بالشرايين كمشاكل جنسية. مع الوقت، يمكن أن تسبب هذه الأمراض تصلب وضيق الشرايين، الأمر الذي يمكن أن يحد من جريان الدم إلى الأعضاء التناسلية. لدى الرجال، يمكن أن يترجم هذا إلى ضعف الانتصاب ولدى النساء، نقص في السوائل المرطبة في المهبل. وتشير الدراسات إلى أن أمراض الشرايين يمكن أن تكون السبب في 50 إلى 70 في المائة من العجز الجنسي عند الرجال. مرض السكري تتعايش مشاكل الجنس في أغلب الأحيان مع مرض السكري وتعقيداتها, خاصة الأمراض الوعائية والعصبية. وقد يواجه الرجال مشكلة في الانتصاب أو القذف، بينما تعاني النساء من نقص الإثارة وعدم بلوغ رعشة الجماع. ويمكن السيطرة على هذه الآثار الجانبية الجنسية بالحفاظ على مستوى طبيعي لسكر الدم وضغط الدم، والكولسترول، وفقا للمعهد الوطني لمرض السكري وأمراض الكلية والجهاز الهضمي. الاكتئاب في أغلب الأحيان، يرافق حالةَ الكآبة ضعفٌ وعجز جنسي، خاصة أن الدماغ، المعروف أيضا بأنه «أكبر عضو جنسي»، هو الذي يطلق شرارة الرغبة الجنسية. فإذا كانت المواد الكيماوية في الدماغ، أو الموصلات العصبية، تعاني من عدم التوازن، فالغريزة الجنسية، الإثارة ورعشة الجماع يمكن أن تتأثر أيضا. وللأسف، يمكن أن تؤثر الأدوية المضادة للكآبة، بشكل أو بآخر، على الرغبة الجنسية وتقلل من الإثارة أو تمنع بلوغ رعشة الجماع. ولكن لحسن الحظ، أظهرت الدراسات أن أدوية مثل «الفياغرا» وغيرها قد يساعد. ويعتقد بعض الأطباء أن تغير الأدوية المضادة للكآبة يمكن أن يساعد أيضا. سن انقطاع الدورة الشهرية يمكن أن تتغير الحياة الجنسية للنساء عندما تبدأ بعض الهرمونات في التلاشي. كما أن تراجع مستويات «الأستروجين»، الذي يساعد في الإثارة، يمكن أن يؤدي إلى الجفاف المهبلي والاتصال الجنسي المؤلم. ويتراجع «التستوستيرون» -وهو هرمون يرتبط بالغريزة الجنسية عند الرجال والنساء- بينما تقوم المبايض، التي تنتج تقريبا نصف «تستوستيرون» امرأة، في التوقف عن العمل. وبالرغم من أن نقص «التستوستيرون» لن يسبب المشاكل دائما، فإن المستويات المنخفضة من الهرمون قد تقتل الشهية الجنسية.
آثار الدواء الجانبية يمكن أن تؤثر العديد من الأدوية على ما يحدث في الفراش. إضافة إلى مضادات الكآبة، التي تؤثر على مستقبلات «السيراتونين» في الدماغ، يمكن لبعض أدوية الضغط الدم، وحتى حبة تحديد النسل، أن تستنزف الغريزة الجنسية وتسبب آثارا جانبية جنسية أخرى.
تصلب الأنسجة المتعدد معروف أن تصلُّب الأنسجة المتعدد، مرض النظام العصبي المركزي، يسبب ضعفا للوظيفة الجنسية، حيث يتسبب في انتصاب غير كامل وتراجع في الإثارة عند الرجال وعدم بلوغ لذة الجماع عند النساء. بل ويمكن للاضطرابات العصبية الأخرى، مثل مرض «باركنسن»، أن تسبب نفس المشكلة. داء بطانة الرحم الهاجرة تعاني أكثر من 5 ملايين امرأة في أمريكا الشمالية من داء بطانة الرحم الهاجرة، وهو مرض شائع يصيب الجهاز التناسلي للمرأة، ويعتبر السبب الرئيسي للألم المزمن لمنطقة الحوض لدى السيدات. لدى جميع السيدات، يكون الرحم مغطى داخليا بنسيج يسمي بطانة الرحم (Endometrium). ولا تتواجد تلك البطانة إلا في الرحم فقط. أما في حالة مرض بطانة الرحم الهاجرة، فإن بطانة الرحم تنمو في أماكن أخرى غير الرحم، وفقا للمعهد القومي للصحة، بالإضافة إلى الأعراض الأخرى، مثل التشنجات المؤلمة، الدورة الدموية الثقيلة وألم الحوض المزمن، ويمكن أن يكن الجنس محنة مبرحة لتلك النساء.
أكياس المبيض يمكن أن يرتبط الجنس المؤلم، أيضا، بوجود أكياس أو حويصلات مليئة بالسائل على المبيض، مرض التهاب الحوض أو حتى سرطان الحوض. وينصح الخبراء بعدم إهمال الألم الجنسي. خلل في الغدة الدرقية الغدة الدرقية غدة متواجدة على هيأة الفراشة في جبهة الرقبة، له مسؤوليات مهمة. تسيطر على عمليات الأيض في الجسم، من درجة الحرارة للوزن، ويمكن أن تلعب دورا رئيسيا أيضا في الصحة الجنسية. ويمكن أن يرتبط أي خلل في الغدة الدرقية بمشاكل الانتصاب والقذف وتغير في الغريزة الجنسية أو صعوبة في الترطيب ورعشة الجماع في النساء. الحالات الدرقية قابلة للعلاج، وفقا لإروين غولدشتاين، مدير الطب الجنسي في مستشفى «ألفارادو سان دياغو». توقف التنفس في أثناء النوم اضطراب يعاني فيه المريض من توقف التنفس لعدة ثوان أو مرارا وتكرارا أثناء النوم ويعتقد أنه عامل خطير لمشاكل الجنس لدى الرجال، فهو يسبب عدم القدرة على تحقيق الانتصاب ومشاكل الغريزة الجنسية. ويفضَّل في هذه الحالة استشارة الطبيب لإيجاد العلاج المناسب.