حياة زوجية بلا جنس، عنوان مؤثر حقا ولكنه ليس لرواية أو فلم رومانسي كئيب، بل هذا واقع تعيشه الكثير من السيدات في المجتمعات المختلفة، ولأن الزواج رابط مقدس، يصعب فسخه أو التجاوز عنه لعدة أسباب أخلاقية، واجتماعية، تبقى السيدة التي تعيش هذا الواقع المرير حبيسة منزلها، وغرفة نومها، وفي جسدها أيضا. "" ومن الطبيعي أن يتخلل الحياة الزوجية بعض الفتور العاطفي والجنسي، ومن أسبابه الإجهاد، والتوتر، والقلق، والحالات المرضية العضوية، والتغيرات الهرمونية، ولكن العيش في زواج دون جنس بلا أسباب يعتبر مشكلة كبيرة تهدد استقرار العائلة والحياة الزوجية. حيث تقول العديد من السيدات أن أزواجهن لا يعرفون الفرق بين الحب والجنس، فأما الحب أو الجنس. وكلاهما مقيت بلا الأخر، فالحب دون حياة جنسية لا يعني شيئا، والجنس دون حب كارثة أخلاقية. أما أسباب هذه الحالة، فهو الخوف من أظهار المشاعر، حيث يعاني بعض الرجال من "رهاب العلاقات الحميمة"، وهذا يعني أنهم يخافون الانغماس في المشاعر العاطفية، لتجربة مريرة سابقة، أو لعدم الخبرة، أو لسبب نفسي قديم، قد يكون تأثيره من الأب أو الأم في مرحلة الطفولة. حيث يحاول الرجل إبقاء جزء من مشاعره بعيدا عن النشاط العاطفي الذي يتضمنه الجنس. بمعنى أخر، يعاني هؤلاء الرجال من خوف حقيقي من أن تمس مشاعرهم بسوء، فهم يقومون بفصل الحب عن الجنس، والتعامل معهما على أنهما نقيضان، وليس مكملان. ولا يعرفون أنهم بذلك يصيبون مشاعر الزوجة بالضرر الكبير، ويتسببون في حدوث شرخ في العلاقة الزوجية التي أساسها المودة والمحبة والنشاط الجنسي. و لأن السيدة التي تعيش ضمن هذه الفكرة المغلوطة خصوصا تحت مسمى الزواج، سيدة تستحق التقدير، ولأن الحياة مع زوج يرفض ممارسة الجنس مع زوجته بدافع الخوف، هو أقسى ما يمكن أن يصيب الزوجة، اعتقد بأن الزوجة يجب أن تحاول مساعدة زوجها، ولكن إذا لم ينجح، فيجب أن تبحث عن خيار أخر، ليس لشيء ولكن بدافع الحرص على صحتها النفسية، والبدنية. ومع أن بعض الأزواج ينجحون في تحمل المستويات المنخفضة من المودة والألفة دون نشاط جنسي لفترة طويلة، إلا أن كثيرين غيرهم يعتبرون هذا الأمر مستحيلا ويؤدي إلى الانفصال المحتوم.وننصح الأزواج الذين يعانون من هذه الحالة باستشارة طبيب مختص لتقيم الحالة والوقف على الأسباب التي جعلت الزوج يصاب بالفتور الجنسي، وهي عديدة، ومختلفة وفقا لسن الزوج، وطبيعة نشاطه البدني، وحالته النفسية، تاريخه الطبي والعائلي.