اعترض قاصران سبيل سائحين من جنسية فرنسية وسلباهما أغراضهما من أمام مبنى الكنسية الكائنة بشارع 2 مارس في الدارالبيضاء، عصر السبت الماضي، قبل أن تهب عناصر الشرطة السياحية لاعتقال أحد اللصين وتحيله على نظيرتها القضائية بعمالة مقاطعات الفداء مرس السلطان. وحسب شهود عيان، فإن قاصرين هاجما السائحين الفرنسيين وسلبا أحدهما سلسلة عنق ذهبية وهاتفا نقالا في واضحة النهار، غير بعيد عن ملتقى شارعي الزرقطوني و2 مارس حيث يوجد مبنى الكنسية المسيحية بالدارالبيضاء. وأوقفت الشرطة أحد اللصين، ويلقب ب«حربة»، ويقطن ب«درب ليهودي»، بمعية شريكه الذي يترصد وإياه السياح الأجانب بحي الأحباس الأثري وبالأزقة المحاذية لحديقة «ميردوخ» المتاخمة للقصر الملكي بالدارالبيضاء. بعد أن اقتيد القاصر «حربة» إلى مفوضية الشرطة، التمس رجال الشرطة من السائح الفرنسي مسامحته، لكن السائح أصر على المتابعة، مخبرا رجال الأمن بأنه سبق أن تعرض ثلاث مرات للسرقة تحت التهديد بالسلاح الأبيض خلال تواجده بالمغرب. مصدر أمني أكد أن ظاهرة سرقة السياح الوافدين على عاصمة المال والأعمال في المملكة باتت تقلق الأجهزة الأمنية، خصوصا بعد تلقي والي أمن المدينة لشكاوى رسمية من بعض الهيئات القنصلية الأجنبية الممثلة في المغرب، تشتكي من تعرض رعايا دولها للسرقة بالخطف أو تحت التهديد بالسلاح الأبيض في شوارع المدينة. وتمكن لص آخر زوال الجمعة الماضي، من سلب سائح يوناني كاميرا تصوير رقمية وفر هاربا عبر شارع الطاهر العلوي داخل أسوار المدينة القديمة، ورغم أن السائح اليوناني أحكم قبضته على «ولد المراكشي» فإن الأخير أوهمه بأنه ينوي إلقاء الكاميرا في الهواء، وعندما هم اليوناني بالتقاط كاميرته أطلق اللص ساقيه للريح في شارع يعج بالحركة. وخلف حادث تعرض السائح للسرقة حالة استنفار في صفوف الشرطة، واستعانت الفرقة السياحية بمخبر لتتمكن من إيقاف السارق قرابة الساعة الحادية عشرة ليلا وهو في حالة سكر طافح بحي بوسبير، وعندما انتقل أفرادها إلى فندق «كولبير» المطل على بناية «السوق المركزي»، بشارع محمد الخامس، سلموا السائح اليوناني كاميرته الرقمية على طبق من ذهب. وحسب مصدر أمني، فإن السائح اليوناني الذي تعرض للسرقة، قد أبدى اندهاشا عندما سلمه رجال الأمن كاميرته الرقمية، وأشاد بالسرعة التي تمكن بها رجال الشرطة المغاربة من إيقاف السارق. وأقر عميد شرطة بأن التعامل مع شكايات سياح أجانب تعرضوا للسرقة يختلف عن التعاطي مع أية شكاية لمواطن مغربي يمكن أن يتقدم إلى مصلحة «الديمومة» بعد تعرضه للسرقة. وحسب العميد، فإن رجال الشرطة غالبا ما يطلبون من المواطن المغربي المرور غدا على مقر الدائرة الأمنية التابعة لمقر سكناه لتأكيد أقواله في محضر آخر بعد الاستماع إليه من قبل مصلحة «الديمومة»، بينما ينتقل الشرطة العاملون في «مصحلة الديمومة» مع السائح الأجنبي المسروق مدعوين برجال الاستعلامات العامة أو بعناصر الشرطة السياحية في جولة بحثا عن مقترف السرقة في حقه. وشددت مصادرنا على أن تنامي ظاهرة السرقات والاعتداء على السياح الوافدين على عاصمة المغرب الاقتصادية أصبحت تقلق المسؤولين الأمنيين، مشيرا إلى أن غياب وسائل العمل والسيارات والتحفيز، خلق حالة تراخ في صفوف الفرقة التي عهد إليها بمراقبة السياح الأجانب وحمايتهم من التعرض لسرقات أو هجمات. وأشارت مصادرنا إلى أن حزم عناصر الشرطة السياحية في مطاردة اللصوص واعتقال المبحوث عنهم من قبل العدالة، سرعان ما أغضب مسؤولين أمنين في المدينة وجر عليهم نقمة زملائهم في الفرقة الولائية للشرطة القضائية بالنظر إلى عدد القضايا التي باشرتها الشرطة السياحية إلى إيقافها أشخاصا يشتبه في تورطهم في قضايا جنح وجرائم تباشر التحقيق فيها الشرطة القضائية منذ مدة دون أن تتمكن من إيقاف مقترفيها.