في أول ظهور تلفزيوني له منذ مغادرته منصبه عام 2007، صار رئيس الوزراء الأسترالي الأسبق جون هاوارد أحدث ضحية لحوداث الرشق بالأحذية، بعدما قذفه أحد معارضي الحرب على العراق بزوج من الأحذية. وكان هاوارد، الذي فقد منصبه الحكومي ومقعده البرلماني عام 2007، يدافع عن قراره المشاركة في حرب العراق، عندما قام فرد من الجمهور الذي يحضر التصوير برشقه بالحذاء، لكنه لم يصب هدفه، وجرى إبعاد الرجل وتغاضى هاوارد عن الواقعة. وقد عبّر هذا المواطن الأسترالي عن احتجاجه على حرب العراق عبر القذف بفردتي حذائه على رئيس الوزراء الأسترالي السابق جون هاوارد، خلال برنامج تلفزيوني تعرضه قناة «آي بي سي» الأسترالية. وأعاد هذا المشهد إلى الأذهان واقعة الصحفي العراقي منتصر الزيدي، الذي ألقى عام 2008 فردتي حذاء على الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش خلال مؤتمر صحفي في بغداد مع رئيس الوزراء نوري المالكي. وسئل هاوارد، الحليف السابق لبوش في حربه على العراق، خلال برنامج «سؤال وجواب»، عن قرار المشاركة في حرب العراق. وقال: «أظنها كانت مبررة. لقد تم ارتكاب بعض الأخطاء عند انتهاء العمليات العسكرية. أعتقد أن عدد الفرق العسكرية كان صغيرا جدا، وأظن أنه كان خطأ حل الجيش العراقي. لكني سأستمر في الدفاع عن القرار». عندها، نهض بيتر جراي ورمى بفردتي حذائه على هاوارد، وطلب منه تبرير قراره إرسال ألفي جندي أسترالي لدعم القوات الأمريكية عند غزو العراق عام 2003. وصاح جراي وهو يرمي الحذاء: «هذا لقتلى العراق»، فيما صاحت امرأة: «يداك ملطختان بالدماء».لكن جراي أخطأ الهدف، وأخرج من الأستوديو وكذلك المرأة. وكان رد جون هاوارد أن ضحك وسعى إلى تهدئة المذيع الذي راح يعتذر. وقال له: «إنس الأمر، إنس الأمر». تجدر الإشارة إلى أن هاوارد ألقى دعابة في حوار آخر أجري معه عبر الإذاعة، وقال: «هل من شخص آخر سيرمي بحذائه؟». لكن جراي قال إن فعلته مبررة. وأضاف: «فعلت ذلك لأن الفرصة سنحت لآلاف الأشخاص، عشرات الآلاف من الأشخاص في سائر أنحاء العالم، في الشرق الأوسط، لمعرفة أن ليس كل الأستراليين وراء قرار غزو العراق». يشار إلى أن رئيس وزراء أستراليا السابق أصدر سيرته الذاتية في كتاب يركز فيه على حياته الشخصية ودوافعه السياسية التي قادته إلى حكم أستراليا 11 عاما. جدير بالذكر أن هاوارد كان أول ضحية لحرب العراق بعد نشر موقع «ويكيليكس» وثائق سرية عددها 400 ألف، كتبها جنود أمريكيون بين 2004 و2009، تتحدث عن حالات تعذيب ارتكبتها القوات العراقية وغض الأمريكيون الطرف عنها، بالإضافة إلى «أكثر من 300 حالة تعذيب ارتكبتها قوات التحالف». كما كشفت الوثائق أن 109 آلاف شخص قتلوا في العراق، 63 في المائة منهم مدنيون، أي 66081 شخصا. وقال موقع «ويكيليكس» إن بين القتلى 15 ألف مدني لم يعلن سابقا عن مقتلهم. وكشفت أيضا أن القوات الأمريكية قتلت ما بين 600 و700 مدني عند حواجز في كل أنحاء العراق أو بعمليات إطلاق نار استهدفت مدنيين عن طريق الخطأ.