تعيش قيادة سيدي بطاش على فوهة بركان قد يعصف بمستقبل المنطقة كلها، أشعل فتيله الصراع الدائر منذ أشهر بين المكتب المسير والمعارضة داخل الجماعة القروية لسيدي بطاش وقائد المنطقة، والذي ما إن يتم إخماده من طرف السلطات الإقليمية حتى يعود للواجهة. وبين هؤلاء وأولائك تعيش الساكنة (حوالي8000 نسمة يعيش 70 في المائة منهم على الفلاحة والرعي على مساحة 2000 هكتار)، وسط الأوحال والحفر والأزبال ومجاري الودي الحار، تنتظر الإفراج عن المشاريع المرتقبة، فيما تستقر مجموعة منهم داخل منازل ودور عشوائية مهددة بالانهيار. وعوض أن يتم التنسيق بين الثلاثي المتصارع من أجل الاستفادة من موقع الجماعة القريب من العاصمة الإدارية، ومن محيطها البيئي (ثلاثة أودية وهي الشراط وكريفلة وتفساسين)، ومساحات غابوية شاسعة من أشجار الفلين والأوكلبتوس (10306 هكتارات، والتي تغطي ثلث مساحة الجماعة. والعمل على ضمان المؤسسات التعليمية الكافية لتدريس أبناء وبنات المنطقة الذين يتنقلون يوميا في اتجاه مدن الجوار، وتعبيد الطرق ومداخل المدينة المتدهورة...فضل هؤلاء الدخول في نزاعات لا تنتهي... وتبادل التهم ورفع الشكايات، ثارة إلى رئيس دائرة بوزنيقة، وثارة أخرى إلى عامل إقليم ابن سليمان، وتلويح الأغلبية والمعارضة بتنظيم اعتصامات أمام مقري الدائرة والعمالة... الطرف الأول المسير للجماعة القروية يؤكد، حسب ما صرح به ل«المساء» محمد بوعطية رئيس الجماعة ونائبه الأول، امبارك عثماني، ويوسف بوعطية رئيس اللجنة الرياضية، أن المكتب المسير يتعرض لمضايقات وعراقيل من طرف السلطة المحلية ومن وصفوهم بأذنابها من بقايا الحرس القديم...ومروجي المخدرات بالمنطقة، موضحين أن قائد المنطقة يحاول بشتى الوسائل إحكام قبضته على المكتب المسير لجعل أعضائه ينصاعون إلى رغباته، وأن المكتب التابع للحزب الاشتراكي الموحد تصدى لعمليات التفكيك والتصدع التي يحاول تنفيذها القائد، ومحاولة تأجيج الصراع الدائر بينهم وبين المعارضة الاستقلالية، وإن عمد إلى احتضان المعارضة وقام بتسخيرها لنشر الأكاذيب وإشعال فتيل العنف. وتساءل «أعضاء» المكتب المسير في رسالة موقعة من طرف الثلاثي أعلاه توصلت بها «المساء»، عن سبب تجرؤ القائد على السماح بالبناء بدون رخص والسطو على أرض تابعة لملك الدولة، كما تساءلوا عمن يقف وراء مستشار بجماعة سيدي بطاش، وهو موظف شبح بجماعة تابعة لقيادة سيدي بطاش لا يلتحق بالجماعة إلا من أجل استخلاص أجرته الشهرية، ويقضي معظم أيامه في زيارة محكمة ابن سليمان للبحث عن ملفاته المتعلقة دوما بالمخدرات أو شهادات الزور، أو داخل مكتب القائد أو مكتب الدرك الملكي للسمسرة في قضايا المواطنين.