تعرض أربعة طلبة باحثين من جامعة الحسن الأول بسطات للاحتجاز لأزيد من ثلاث ساعات من طرف عمال بالجماعة القروية بئر النصر بإقليم ابن سليمان، أفقر جماعة بجهة الشاوية ورديغة، وعلمت «المساء» أن الطلبة الجامعيين الذين حلوا، زوال الخميس المنصرم، بالمنطقة في إطار بحث حول أنشطة الجمعيات ومدى تفاعل الشباب والمقاربة التشاركية مع المبادرات المحلية، وخصوصا المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، فوجئوا أثناء انتهائهم من تصوير بعض المناطق ومحاورتهم القرويين بأشخاص مجهولين يحاصرون سيارتهم، ويمنعونهم من الخروج من تراب الجماعة. وأكد أحد الطلاب المحاصرين في اتصال ب «المساء» أنهم أدلوا بالترخيص لعون السلطة (المقدم) بالمنطقة، الذي هاتف الخليفة وأوضح له حقيقة نشاط الطلبة بالمنطقة، لكنهم وأثناء محاولتهم الخروج حوصروا من طرف أشخاص مجهولين، ظلوا يستجوبونهم عن هوياتهم، إذ تمت قيادتهم إلى مقر الجماعة القروية، ليمكثوا بها من الساعة الثامنة مساء حتى حدود الحادية عشرة ليلا، إلى أن حل رئيس مجلس الجماعة وخليفة قائد سيدي بطاش، وتمت إعادة استجوابهم قبل أن تكتشف المجموعة أنهم طلبة جامعيون يمتلكون الترخيص لإجراء أبحاثهم، ليتم إطلاق سراحهم. وكشف مصدر جد مطلع أن العمال تلقوا أوامر باحتجاز الطلبة، بعد أن تسربت معلومات خاطئة، وجود طاقم «المساء» ضمن المجموعة، الذي حل للتصوير ومحاورة القرويين، ولم تتمكن «المساء» من الكشف عن الجهات الآمرة بالاحتجاز، في الوقت الذي تحدث فيه مصدرنا عن رئيس الجماعة وبعض المسؤولين عن مشاريع المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، وهو ما لم نتمكن من تأكيده أو نفيه بعد أن تعذر الاتصال برئيس الجماعة. ويذكر أن جماعة بئر النصر، التي حظيت مؤخرا بلقاء تواصلي حول المشاريع المدرة للدخل من تنظيم اللجنة الإقليمية للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية، تعمد المنظمون عدم دعوة ممثلي الصحافة إليه، يعيش سكانها حياة العصور الحجرية داخل أكواخ من التبن والطين، بدون مداخيل مالية، باستثناء التجارة والتسول بالسوق الأسبوعي «السبت»، وبدون مسالك، في الوقت الذي تم تخصيص أزيد من 140 مليون سنتيم لهيكلة مسالك وقنوات الصرف الصحي داخل مركز بئر النصر المشكل من أكواخ طينية، وهو المركز الذي تعيش ساكنته جحيم الانهيارات خلال فصل الشتاء.