قضت المحكمة الابتدائية بابن سليمان، خلال الأسبوع الماضي، في حق سيدة وابنتها بالتبني متابعتين بتهمتي امتهان الدعارة وإعداد وكر لها بمدينة سيدي بطاش بعشرة أشهر حبسا نافذا وألفي درهم غرامة مالية لكل واحدة منهما. وتم إحالة ملف الدعوى إلى الوكيل العام للملك لدى استئنافية البيضاء من أجل التحقيق في ما نسب من اعترافات خطيرة إلى السيدة وابنتها في محاضر الاستماع لهما داخل مصلحة الشرطة القضائية بالمنطقة الأمنية بابن سليمان، بخصوص تخصيصهما «لرشوة» أسبوعية لبعض رجال الدرك الملكي وقائد بمبلغ (100 درهم) لكل واحد، ومقدم وشيخ ب(20 درهما) لكل واحد منهما، مقابل التغاضي عن نشاطهما في تعاطي مهنة الدعارة داخل منزلهما. ملف السيدة وابنتها وإن خلص مساره القضائي ابتدائيا باقترافهما جنحة الفساد وإعداد وكر للدعارة، باعتماد محاضر الأمن الوطني، فإن السيدة وابنتها ظلتا ترددان رفضهما تهمة إعداد وكر للدعارة وأن الابنة التي أنجبت طفلين غير شرعيين تمارس الدعارة خارج المدينة، دون علم الأم العجوز التي تكفلت بتربية وتعليم طفلي الابنة، ويؤكد ابن السيدة الوحيد الذي يقطن بمدينة الرباط ومعه مجموعة من الشباب والرجال والنساء عبر رسالة توصلت بها «المساء»، وعريضة موقعة من طرف جيرانها، أن السيدة العجوز حُشرت في القضية ظلما وبهتانا، مؤكدين أن جهات سعت إلى سجنها، وأن محاضر الأمن الوطني لا تتضمن تصريحاتها الحقيقية والتي سبق وصرحت بها للدرك الملكي. اعتقال السيدة وابنتها كانت السيدة وابنتها يتبضعان داخل السوق الأسبوعي (أربعاء سيدي بطاش)، حين اعترضتهما عناصر من الدرك الملكي، كانت تبحث عنهما بعد أن تلقى قائد مركز الدرك الملكي بسيدي بطاش مكالمة هاتفية من وكيل الملك لدى ابتدائية ابن سليمان مفادها أن بعض الدور مختصة في الدعارة في مركز سيدي بطاش من بينها منزل السيدة وابنتها بزنقة الحاج، وأعطى تعليماته من أجل إحضار المعنيتين إلى مكتب الوحدة الدركي والاستماع إليهما. ونفت السيدة أن تكون لها أية علاقة بالدعارة مؤكدة أن منزلها طاهر وأن كل جيرانها يشهدون لها بذلك. في ضيافة الدرك الملكي نفت السيدة وابنتها اتهامهما بإعداد منزل للدعارة مؤكدتين أن الحي الذي تتواجدان فيه هو حي «محترم» وان الكل يشهد بأنهما شريفتان، وبينما أوضحت السيدة أنها تعيش من المدخول المتوفر من عمل ابنتها التي تعمل خارج المدينة كخادمة، من أجل تمدرس طفليها وتوفير مؤونة المنزل، اعترفت الابنة بالتبني بممارستها الدعارة لكن خارج مدينة سيدي بطاش، وأنها السبيل الوحيد من أجل إعالة والدتها وابنها (8 سنوات) وابنتها (16 سنة) اللذين يتابعان دراستهما. وتحدثت الابنة عن ماضيها الأليم، حيث ترعرعت يتيمة بعد وفاة والدها وهي في سن مبكرة لا تدرك ملامحه، تركها رفقة خمسة من إخوتها، تزوجت أمها من جديد، ورفض الزوج احتضان الابنة وباقي أشقائها، فسلمتها أمها إلى السيدة التي تبنتها وظلت تعيش معها وحيدتين بعد أن غادر ابن السيدة المنزل باحثا عن عمل. بعد أن بلغت سن الرشد تزوجت برجل زواجا دام أربع سنوات لم يكلل بالنجاح، وانتهى بالطلاق وعادت بعده الابنة إلى حضن والدتها بالتبني. قالت الابنة المطلقة إنها كانت تقوم بأي عمل يدر عليها مدخولا تعيل به والدتها، وأضافت أنها تعاطت للفساد ورزقت طفلا وطفلة مجهولي الوالدين. ونفت الابنة في محاضر الدرك الملكي اتهامها بكونها تمارس الدعارة داخل منزلها، مشيرة إلى أنها تحترم جيرانها المتزوجين. موضحة أنها كانت تمارس الدعارة خارج مدينتها حفاظا على نفسية طفليها وأنها كانت تقبض مائة درهم مقابل كل عملية جنسية. تلك الاعترافات التي تضمنتها محاضر الدرك الملكي ظلت الابنة وأمها تقران بها طيلة جلسات المحاكمة التي تمت بمحكمة ابن سليمان. لكن وكيل الملك لدى ابتدائية ابن سليمان قرر إحالة ملف السيدة وابنتها على مصلحة الشرطة القضائية بابن سليمان من أجل إعادة الاستماع إليهما وتعميق البحث معهما. تصريحات نارية في ضيافة الأمن تنفيذا لتعليمات النيابة العامة الواردة عن وكيل الملك لدى ابتدائية ابن سليمان، أحيلت السيدة وابنتها على مصلحة الأمن القضائي بابن سليمان حيث تم الاستماع إليهما. وتضمنت محاضر الأمن الوطني تراجع المتهمتين عن تصريحاتهما لدى الدرك الملكي، واعترافات خطيرة مست عدة أجهزة أمنية بالمنطقة والتي جاءت ضمن سلسلة من الاعترافات التي رفضت السيدة وابنتها أن تنسب إليهما. وأكدتا أن لا علاقة لهما مع ما حرر في محاضر الأمن الوطني، وأنه تم إرغامهما على التوقيع (بالبصم) أسفل المحاضر. وهو ما أكده ابن السيدة الذي يعمل ويقطن بمدينة الرباط في شكاية خاصة توصلت بها «المساء»، وكذا عريضة موقعة من طرف مجموعة من الأشخاص قال ابنها إنهم جيران أمه. جاء في محضر اعتراف الابنة إنها تمارس الدعارة وأنها فتحت مسكنها للدعارة في وجه كل من يرغب في ذلك، وأنها تستقبل الغرباء في منزلها لممارسة الجنس معها مقابل مبلغ مالي حددته في مائة درهم، كما أضافت أن الغرباء يأتون بالخمر والطعام من اجل المبيت وقضاء الليالي الحمراء. موضحة أنها تمتهن الدعارة وأنها تغطي على نشاطها بمنح رشاوى أسبوعية لكل من قائد (100 درهم)، وبعض رجال الدرك الملكي (100 درهم)، ومقدم (20 درهما)، وشيخ (20 درهما)، وأن الكل يتستر على أفعالها، كما أنها كانت تعطي أمها 20 درهما مقابل كل اتصال جنسي. وتضمن محضر الأم اعترافا صريحا بأنها تستقبل زبائن ابنتها بالتبني، كما تنظم ليالي حمراء بحضور نساء ورجال غرباء من أجل ممارسة الدعارة، مزكية تصريح ابنتها بكونها تتلقى مبلغ 20 درهما عن كل غريب دخل منزلها ليمارس الجنس على ابنتها.