خاضت فعاليات جمعوية وسياسية ونقابية بمدينة «مشرع بلقصيري» في إقليمسيدي قاسم، صباح أول أمس، وقفة احتجاجية حاشدة أمام المستشفى المحلي بنفس المدينة للتنديد باستمرار تردي الخدمات الصحية بالمنطقة، محملة مسؤولية تفاقم الأوضاع إلى كل الجهات المعنية محليا وإقليميا ومركزيا. «هذا عيب هذا عار.. المستشفى في خطر» و»الاحتجاجات ستطول.. والمندوب هو المسؤول»، هذه نماذج من العشرات من الشعارات التي رددها المحتجون خلال هذه الوقفة الإنذارية، حيث وجهوا انتقادات لاذعة إلى جميع السلطات لاستهتارها بمصالح ساكنة المدينة، وصمتها ولامبالاتها إزاء التطاول على حق المواطنين في الصحة والتطبيب بما يضمن كرامتهم، ومعاناة السكان اليومية مع تدني كل الخدمات الصحية بجل المستوصفات والمراكز الصحية الكائنة بتراب الدائرة. وهدد المتظاهرون بخوض أشكال نضالية أكثر ضراوة، مشيرين إلى عزمهم مواصلة برنامجهم التصعيدي، وتنفيذ جميع الخطوات الاحتجاجية، بما فيها الدخول في اعتصام مفتوح، وتنظيم مسيرات شعبية، وقيادة قافلة إلى العاصمة الرباط لإيصال مطالبهم إلى الدوائر العليا، والتماس زيارة ملكية لفك العزلة عن مدينتهم ورفع الحيف عنها، والتخفيف من حدة معاناة ساكنتها مع سوء تدبير قطاع الصحة، والتي تزداد تفاقما إبان فترة الفيضانات، حسب قولهم. ووصفت الهيئات المحتجة القرار الإداري القاضي بتصنيف المستشفى المحلي بالمدينة كمجرد مركز صحي حضري، في بلاغ توصلت «المساء» بنسخة منه، بالمتسرع واللامسؤول، وينم عن نظرة تبخيسية لدائرة «مشرع بلقصيري» وحق ساكنتها المشروع في التطبيب، معتبرة المبررات التي استندت عليها الإدارة المركزية في اتخاذ هذا القرار مجرد ذرائع بيروقراطية واهية، لم تراع، في نظرها، الكثافة السكانية للمدينة ودائرتها مترامية الأطراف، والتي أضحت تفوق 200 ألف نسمة، وتعبيرا ساطعا عن عمق تناقض الخطاب الرسمي بشأن خيار التنمية المحلية وسياسة تقريب الإدارة من المواطنين. وشجب موقعو البلاغ ما وصفوه بالأساليب الملتوية والبائسة لمركز الخدمات الطبية الأساسية بالمستشفى المحلي بسيدي قاسم مع ما ينجم عن ذلك من إكراهات مادية تزيد في إثقال كاهل ساكنة الدائرة، مطالبين بالعمل الفوري على تحسين الخدمات الصحية بكل المراكز الصحية الموجودة بتراب الدائرة، وإلغاء القرار القاضي بتحويل المستشفى المحلي ل«مشرع بلقصيري» إلى مركز صحي حضري، منددين في الوقت نفسه بالمحاولات التافهة عبر جلسات حوار «مغشوشة» الغرض منها، يقول البلاغ، تصريف وعود كاذبة على ساكنة المنطقة، والتستر على من أسماهم بشرذمة العابثين والمفسدين.