تحسم لجنة التتبع والتقييم، التي يرأسها فؤاد عالي الهمة مؤسس حزب الأصالة والمعاصرة، اليوم، في لائحة الاسمين اللذين سيتم اختيارهما لخلافة إلياس العمري، عضو المكتب الوطني والمنسق الجهوي للحزب بجهة الرباطسلا زمور زعير، وعبد السلام بلقشور، المنسق الجهوي للحزب بجهة دكالة عبدة، في منصب الأمين العام الجهوي للحزب بالجهتين. وأفادت مصادر من حزب الأصالة والمعاصرة أن أعضاء لجنة التتبع والتقييم ستعرض على المكتب الوطني خلال اجتماعه يوم غد الأربعاء الاسمين اللذين وقع عليهما الاختيار من بين لائحة المرشحين لمنصب الأمين العام الجهوي، مشيرة إلى أن الأمينين الجهويين المقبلين يتصفان بكونهما «منتوجا خالصا» ل«بام»، وارتبطا بمشروع الحزب منذ بدايته. ووفقا لمصادرنا، فإن التوجه الجديد فيما يخص مناصب المسؤولية في الجهات يروم إعطاء صورة جديدة عن حزب تلصق به تهمة أنه «حزب الرحل.. حزب ظل أسير قيادة أفرزها المؤتمر التأسيسي»، مؤكدة أن تكليف نخب جديدة بمسؤولية التنظيم جهويا يأتي في سياق مشروع تنظيمي، يأخذ بعين الاعتبار ما سماه الهمة بجيل جديد من المنسقين الجهويين بمواصفات يأتي على رأسها «تملك أكبر للمشروع السياسي للحزب، وكفاءة معرفية مهنية وتدبيرية، والقدرة عن تشكيل شخصية إجماعية قادرة على الإجابة في نفس الآن عن مطالب المنتخبين والأطر». وكانت قيادة الأصالة والمعاصرة قد كلفت خلال الأسبوعين الماضيين كلا من محمد أتركين، وفاتح الذهبي بالإشراف على الأمانة العامة الجهوية للحزب بجهة سوس ماسة درعة، وجهة تادلة أزيلال على التوالي. إلى ذلك، بينت المصادر أن تشخيص واقع الحزب، بعد نحو سنتين على ولادته في 7 غشت 2008 بعد اندماج خمسة أحزاب و«حركة لكل الديمقراطيين، كشف أن التنظيم كبر دون أن تتطور آليات اشتغاله، إذ بقي أسير منطق التوافق الذي تحكم في تأسيس مشروعه، مشيرة إلى أن قيادة الحزب هي الآن بصدد إحداث تغييرات عميقة فيما يخص تنظيماته في الجهات، حيث سيتم التركيز على الجهات التي يعاني فيها من خصاص تنظيمي كبير، وفي مقدمتها جهة سوس ماسة درعة وجهة تادلة أزيلال وجهة الداخلة وادي الذهب. بالمقابل، ستعرف جهات أخرى تغييرات على مستوى منسقيها نتيجة تنفيذ المقرر التنظيمي المتعلق بحالة التنافي بين عضوية المكتب والمجلس الوطنيين ومنصب المنسق الجهوي، حيث سيجد الحزب نفسه مطالبا في الأيام القادمة بإيجاد خلف لحميد نرجس، عضو المكتب الوطني، ورئيس الفريق النيابي، في جهة مراكش تانسيفت الحوز، التي يعتبر فيها الحزب قوة تنظيمية وانتخابية، ولعلي بلحاج، نائب الأمين العام، في الجهة الشرقية، ولوحيد خوجة، عضو المكتب الوطني، بجهة الدارالبيضاء، وللمكي الزيزي، المنسق الجهوي للحزب بجهة الغرب شراردة بني احسن. في السياق، كشفت المصادر أنه بعد انتهاء قيادة ال«بام» من مهمة اختيار الأمناء العامين على مستوى الجهات، خلال الأسابيع المقبلة، ستتوجه إلى الدعوة إلى تنظيم الجهات المستقرة تنظيميا لمؤتمرات إقليمية وجهوية بغية الخروج من مرحلة التوافق والانتقالية التي طبعت ميلاد الحزب، وهو ما يمكن أن يعتبر مؤشرا على تفكير قيادة الحزب في عقد المؤتمر الثاني للحزب، الذي يحتاج إلى قرار سياسي، تقول مصادرنا.