أحالت عناصر الضابطة القضائية بمفوضية أمن أولاد تايمة الأسبوع المنصرم على أنظار الوكيل العام بمحكمة الاستئناف بأكادير مرتكب الجريمة البشعة في حق أسرته المتكونة من ثلاثة أشخاص بعد أن كان قد خضع للعلاج أزيد من أسبوع بمستشفى الحسن الثاني بأكاديٍر إثر محاولته الفاشلة في الانتحار. و بعد الاستماع إليه في محضر قانوني، أوضح الجاني أن سبب ارتكابه الجريمة كان امتناع زوجته عن معاشرته جنسيا، و هو ما ولد لديه حقدا دفينا عليها، حيث لم يغمض له جفن طوال تلك الليلة. يذكر أن حي الشنينات بمدينة أولاد تايمة كان قد اهتز أواسط الشهر المنصرم على وقع جريمة بشعة راحت ضحيتها زوجة في نهاية عقدها الثاني، إلى جانب بنتين شقيقتين تبلغ كبراهما ست سنوات و صغراهما سنتين. ووفق مصادر مقربة من عائلة الضحية، التي تنحدر من مدينة سيدي المختار بضواحي شيشاوة، فإن الجاني، زوج الضحية البالغ من العمر 40 سنة، والذي يشتغل في بيع المواشي بالأسواق الأسبوعية، قام بذبح زوجته في ساعات متأخرة من الوريد إلى الوريد على شاكلة ذبح الأضاحي بواسطة سكين من الحجم الكبير، قبل أن يعمد إلى استكمال مسلسله الدموي بالانقضاض على ابنتيه وذبحهما بنفس الطريقة من جهة العنق. وكان الجميع يغط في نوم عميق. وبعد تنفيذه جرائمه في حق أسرته قام الزوج القاتل بغرس السكين في عنقه في محاولة فاشلة للانتحار، قبل أن ينتقل إلى منزل شقيقه المجاور بنفس الحي مخبرا إياه بما حصل ومتلفظا باسم الشهادتين كما جاء في محاضر الاستماع. وقد قام شقيق الجاني بالاتصال فورا بفرقة الديمومة بمفوضية الشرطة بأولاد تايمة، التي حلت بعين المكان لمعاينة مسرح الجريمة، فيما قامت عناصر الوقاية المدنية بنقل الزوج الجاني على وجه السرعة إلى المستشفى الحسن الثاني بأكادير لتلقي العلاجات الضرورية، فيما تم نقل جثث الضحايا إلى مستودع الأموات للتشريح، قبل أن يتم نقل الضحايا لمواراتهم الثرى بمقبرة دوار تفتاشت بإقليم الصويرة مسقط رأس الضحية. وقد أشارت المصادر ذاتها إلى أن الزوج القاتل كان يعاني من اضطرابات نفسية قبل أزيد من سنة، غير أن حالته الصحية تحسنت في الآونة الأخيرة بعد مداومته على حصص العلاج وتناول الأدوية، حيث كان في زيارة لوالدته بضواحي حمر بآسفي خلال عيد الفطر. وقد صرحت والدة الضحية بأن ابنتها كانت تعاني قبل قتلها مشاكل متفاقمة مع زوجها حيث كان لا يرأف لحال ابنتيه كما كان يمنع زوجته من الخروج حتى من أجل زيارة أقاربها، وهو ما جعلها تكتفي فقط بالاتصالات الهاتفية للاطمئنان على حال أسرتها، وأضافت المصادر ذاتها أن البنت الكبرى توفيت قبل ست سنوات بسبب لسعة عقرب، و كان لذلك أثره السلبي على علاقته بزوجته التي بدأت في التفكك تدريجيا منذ ذلك الحادث، إذ اعتبر الجاني أن ابنته توفيت بسبب إهمال زوجته.