تمكنت عناصر الأمن الإقليمي، التابعة لمصالح الشرطة القضائية بتاوريرت، من اعتقال أحد الأجانب الإسبانيين من أجل النصب والاحتيال على مواطنين مغاربة بعد إيهامهم بقدرته على تهجيرهم وتوفير الشغل لهم بصفة قانونية مقابل مبالغ مالية مهمة. وتعود تفاصيل الحادث بعد أن تلقت المصالح ذاتها عددا من الشكايات من مواطنين مغاربة بمدينة تاوريرت تفيد تعرضهم لعملية نصب واحتيال من طرف أجنبي يحمل الجنسية الإسبانية، بعد أن حلّ في بداية شهر شتنبر الماضي بتاوريرت، قادما إليها من مدينة بني ملال حيث تقيم خطيبته المغربية، حسب تصريحاته في محاضر الشرطة. وعمد الظنين الإسباني إلى ربط اتصالات مكثفة مع العديد من المواطنين المغاربة بنفس المدينة، والذين يرغبون في الهجرة للعمل بإسبانيا، ووعدهم بالعمل على تهجيرهم إلى بلده بطريقة قانونية عبر توفير عقود شغل لهم، مدعيا أنه يملك ضيعات فلاحية، وهو في أمس الحاجة إلى يد عاملة. وطلب الظنين من الأشخاص الذين وقعوا في فخّه، بعد تسجيلهم وتكوين ملف لذلك الغرض، مبالغ مالية كتسبيق من أجل إنجاز بعض الوثائق وإتمام الإجراءات، وهو الأمر الذي نفذه الضحايا المخدوعون الحالمون بالفردوس المفقود، إذ منحوه القسط الأول من المبلغ، الذي تراوح ما بين 5 و10 آلاف درهم للشخص الواحد. واصل الإسباني «المشغل» تنفيذ استراتيجيته وفق الخطط التي رسمها، وكادت تنجح لولا التحاق خطيبته الملالية به إلى تاوريرت، ولولا وقوع خصام بينهما، تحوّل إلى شجار بسبب شكوكها في خيانته لها، فقامت بالكشف عن مخططاته وأخبرت بعض الضحايا بالمَقْلب الذي وقعوا فيه، مصرحة لهم بأنه نصاب ومحتال وعاطل عن العمل وفقير لا يملك قوت يومه ولا يعيش إلا من معاش البطالة، مما دفع بهؤلاء الضحايا إلى محاصرته، والإسراع بتقديم شكاوى في الموضوع ضده لدى مصالح الأمن الوطني بتاوريرت. وقامت عناصر المصلحة الإقليمية للشرطة القضائية بتاوريرت، صباح يوم السبت 18 شتنبر الماضي، بإيقافه ومباشرة البحث والتحقيق معه وسلك المساطر القانونية في حقه قبل تقديمه في حالة اعتقال إلى المركز القضائي لتاوريرت الذي أحاله بدوره على المحكمة الابتدائية بوجدة من أجل المنسوب إليه.