عشق بعض الأشخاص للحلويات وإدمانهم على السكريات يمكن أن يحولهم إلى مدمنين عليها، وبالتالي الإصابة بالسمنة والشيخوخة المبكرة وأمراض خطيرة أخرى. ويصعب على هؤلاء التخلص من الإدمان على السكريات والحلويات حتى ولو خضعوا للتمرينات الرياضية والتزموا ببرامج حمية. أسماء بنيس حمدي، أخصائية في التغذية والحمية الطبية، تسلط الضوء على خطر الإفراط في تناول السكريات والحلويات ومدى تأثيرها على صحة ورشاقة الشخص. - ما هي أنواع السكريات وما هي فائدتها بالنسبة للجسم ؟ السكريات تشكل جزءا مهما من غذاء الإنسان وهي ثلاثة أنواع: السكريات السريعة المتمثلة في الشكولاته والسكر الأبيض والحلويات والبسكويت والعلكة وغيرها. وهناك السكريات المتوسطة التي نجدها في الخبز بجميع أنواعه وفي الفواكه والخضر وهناك السكريات الثقيلة التي نجدها في القطاني والمعجنات بمختلف أنواعها. ومن مميزات السكريات أنها تمنح الجسم جزءا مهما من غذاء الإنسان، حيث تزوده ب 50 في المائة من الطاقة التي يحتاجها الجسم، لكن تبقى السكريات السريعة هي الخطيرة على الجسم في حالة الإفراط في تناولها. - كيف ذلك؟ إن جسم الإنسان يحتاج إلى ألفي كيلو كلوري من الطاقة، 50 في المائة تمنحها السكريات المتوسطة والسريعة و 10 في المائة من السكريات السريعة، لكن إذا ما انقلبت الكفة وأصبحت نسبة السكريات السريعة عالية بسبب الإفراط في تناولها فإن ذلك يؤدي لا محالة إلى مشاكل صحية . - وما مدى خطورة هذه المشاكل الصحية على الجسم؟ الإفراط في تناول السكريات السريعة ودخول نسبة عالية من السكر فجأة إلى الدم، يفرض على الجسم إفرازا عاليا من مادة الأنسولين من غدة البنكرياس للتعامل مع هذا السكر، ويعمل الأنسولين على تخليص الدم من هذا السكر وتحويله إلى طاقة تختزنها الخلايا الشحمية، وعندما لا يتم صرف هذه الطاقة بصورة كافية تتناسب مع كمية السكر التي تم تناولها في قطع الشكولاته والحلويات فإنها تختزن على هيئة شحوم، وبالتالي تظهر البدانة بمختلف درجاتها، مما يتسبب في ارتفاع ضغط الدم والإصابة بالسكري وزيادة احتمال الإصابة بالجلطة الدماغية والإصابة بأمراض القلب ومشكلات التنفس أثناء النوم وآلام المفاصل وتسوس الأسنان وظهور السيلوليت، بالإضافة إلى مضاعفات نفسية. - هل للإفراط في تناول السكريات والحلويات علاقة بالشيخوخة المبكرة؟ تكدس الدهون في الخلايا يؤدي إلى تأكسدها بسبب صعوبة تسرب الأوكسجين والفيتامينات الضرورية كفيتامين A، E، C كنتيجة لذلك يعاني الشخص من سوء الدورة الدموية مما يعجل بظهور التجاعيد وبالتالي إصابة البشرة بالشيخوخة المبكرة. - متى يمكن للمرأة أن تدق ناقوس الخطر وتجنب نفسها الوقوع في هذه المشاكل الصحية؟ إذا لاحظت المرأة أنها لا تستطيع كبح جماح نهمها وإقبالها على تناول الحلويات والسكريات بمختلف أنواعها، يجب عليها في هذه الحالة أن تستشير طبيبها الخاص حتى لا تصل إلى مرحلة الإدمان وذلك من خلال اتباع نهج غذائي صحي ومتوازن، يمكنها من الحفاظ على صحتها ومراعاة أخذ نسبة متوازنة من السكريات السريعة بنسبة 10 في المائة والمتوسطة والثقيلة بنسبة 40 في المائة، كما ذكرنا سابقا وممارسة الرياضة للتخلص من التوتر والقلق. - ما هو العلاج الطبيعي الذي تقدمه عيادات طب التغذية والحمية الغذائية لمدمني السكريات والحلويات؟ تضع حمية غذائية متوازنة تعتمد على تجنب الخضر ذات السكريات العالية كالطماطم والباربا، وكذلك الأمر بالنسبة للفواكه كالفواكه الحمراء مثل الفراولة وأيضا الموز والعنب الأحمر، كما يمكن أن نتخلص من الإدمان عن طريق الطب الياباني المتمثل في جلسات المساج واستعمال الإبر.