مع الأسف يلجأ بعض مرضى السكري إلى الصيام تلقائيا دون مراعاة حالتهم الصحية بدعوى وجوب فريضة الصيام والخجل من الإفطار أمام أفراد العائلة، ويتناسون أن الله تعالى رخص للمريض بالإفطار في حالة عدم القدرة الجسدية وأنه لا يكلف الله نفسا إلا وسعها، فيعرضون بذلك أنفسهم إلى مضاعفات هبوط السكر في الدم الذي قد يكون قاتلا إذا لم يتم تداركه، وإلى مضاعفات أخرى وخيمة، خصوصا هذه السنة مع طول فترة الصيام والحرارة المفرطة. وليعلم الجميع أن مريض السكري الذي يريد صيام رمضان عليه الالتزام بحمية مضبوطة وعدم التهاون فيها خلال أيام السنة مع الاستشارة الدورية وإجراء الفحوصات اللازمة حتى يتسنى له ضبط مستوى السكر في الدم، وبالتالي تحديد القدرة على الصيام من عدمها مع حلول شهر رمضان. في حالة سمح الطبيب لمريض السكري بالصيام فعليه الالتزام بالحمية حتى بعد الإفطار فلا يقبل على الحلويات الرمضانية مثل الشباكية وسلو والفطائر الغنية بالدهون بحجة أنه كان صائما، بل عليه اجتناب كل ما من شأنه أن يرفع السكري بصفة مفاجئة كالعصائر المحلاة وإعطاء الأولوية للوجبات الخفيفة والخضر والفواكه و الشوربات ومراعاة الكميات المسموح له بتناولها دون إفراط أو تفريط، كذلك شرب الماء بكثرة بين الوجبات والحرص في وجبة السحور على أن تكون متوازنة. كل مريض سكري له نظام غذائي خاص به يحترم عاداته الغذائية وحالته الصحية يجب عليه تحديده وطلب الاستشارة بخصوصه قبل رمضان حتى يمر شهر الصيام بسلام دون مضاعفات سلبية على صحته.