شهد السجن المحلي في مدينة طنجة حالة استنفار قصوى، قبل يومين، بعد عملية فرار «مثيرة» نفذها سجين كان محكوما بثلاث سنوات سجنا نافذا، بتهمة السرقة الموصوفة. وقالت مصادر أمنية ل«المساء» إن السجين فكر في الهرب عندما كان يقوم ببعض الأعمال في منزل مدير السجن، لكنه اختفى فجأة، مستغلا تهاون الحراس، ليجد نفسه خارج أسوار السجن. ولم يكن الحراس يتوقعون فرار السجين، على اعتبار أن الذي يشتغل في بيت المدير يكون محل ثقة المسؤولين، وبالتالي كان هناك «تساهل» معه على مستوى الحراسة، حيث تُرك في بعض الأحيان وحيدا، دون أن يكون برفقته أي حارس، لكنه استغل ذلك وخطط للهروب. غير أن المثير في قصة هروب هذا السجين هو أنه لما عاد إلى منزله وأخبر أمه بأنه نجح في الهروب من السجن، رفضت استقباله ودار نقاش قوي بين الأم وولدها، غادر بعدها السجين المنزل، دون أن يخبرها عن وجهته. ويبدو أن السجن كان أحبَّ إلى السجين من بيته، لذلك قرر عند نهاية اليوم، بعدما احتسى الشاي في المقهى والتقى بأصدقائه، أن يعود إلى زنزانته، التي ترك فيها أغراضه وأمتعته ليقضي داخلها ما تبقى من عقوبته الحبسية. بالمقابل، نفت إدارة السجن أن يكون السجين قد هرب في اتجاه منزله، وأكدت ل»المساء»، على لسان أحد مسؤوليها، أن السجين حاول الهرب عندما كان يكنس، رفقة سجناء آخرين، عتبة الباب الرئيسية التي كانت مفتوحة، وأن موظفا في السجن ألقى القبض عليه، على بعد أمتار قليلة من باب السجن، ليخضع للإجراءات التأديبية المعمول بها في إدارة السجون. وكانت آخر عملية فرار «مثيرة» من السجن هي التي قام بها سجين قبل سنوات قليلة، عندما نجح في الخروج من الباب الرئيسي، حيث وجد سيارة تنتظره ركب فيها وانطلق إلى حال سبيله. وقد أثارت عملية الفرار تلك ضجة كبرى داخل السجن، ذلك أن الهروب من الباب الرئيسي يعتبر مستحيلا، نظرا إلى الإجراءات الرقابية الصارمة، إضافة إلى آلات الكاميرا التي تلتقط كل صغيرة وكبيرة.