احتجت مجموعة من باعة السمك المتجولين في وجدة، في الأسابيع الماضية، بمجرد رؤية صناديق العربات ذات الثلاث عجلات الموجهة لهم لاستعمالها في نقل السمك وبيعه داخل أحياء مدينة وجدة، عوض العربات المجرورة أو المدفوعة أو على متن الدراجات الهوائية أو النارية، حيث لا تستجيب، حسب تصريحات بعضهم، لما كانوا ينتظرونه من الشركة الصينية التي فوتت لها الصفقة، بعد أن تمت دعوتهم لتسلمها بأحد المعامل بالحي الصناعي بوجدة حيث يتم تركيبها، وتم تأجيل تاريخ التسليم إلى تاريخ لاحق. ومن جهته، وجه ممثل الشركة المغربية «لاطيك» رسالة احتجاج إلى المدير العام لوكالة التنمية الاجتماعية بالرباط بتاريخ 12 يوليوز 2010، يطلب فيها فتح تحقيق نزيه وموضوعي في تفويت صفقة توريد 150 عربة بمحرك ذات ثلاث عجلات لفائدة بائعي السمك المتجولين بمدينة وجدة بصناديق مؤهلة للحفاظ على استقرار الحرارة، لفائدة الشركة الصينية «تيان طان» بعد أن أبرز جميع الاختلالات والخروقات التي صاحبت تفويت الصفقة، وصفها ب«انزلاق خطير جداّ» تم خلال عملية فتح الأظرفة يوم 06 يوليوز 2010 في وجدة تحت إشراف المنسق الجهوي لقسم العمل الاجتماعي والمتعلقة بطلب عروض سبق أن أعلنت عنه جمعية بائعي السمك المتجولين لمدينة وجدة بشراكة مع اللجنة الإقليمية للتنمية البشرية لعمالة وجدة أنجاد، ووكالة الشراكة من أجل التنمية والمكتب الوطني للصيد البحري. شاركت في ملف طلب العروض خمس مؤسسات متنافسة، أربع شركات مغربية وهي «يورين» من وجدة و«لاطيك» من القنيطرة و«أطلس موطورز» من مراكش (وهي من أكبر الشركات المغربية المختصة) وشركة رابعة من طنجة إضافة إلى الشركة الصينية «تيان طان»، وفقا لما هو محدد في دفتر التحملات والملف التقني وعينات من العربات. وأكّد ممثل شركة «لاطيك» في تصريح ل«المساء» أن رئيس اللجنة المكلفة بدراسة الملفات صرح لهم أن ثلاث شركات تم إقصاؤها من المنافسة وتم الاحتفاظ بشركة «لاطيك» والشركة الصينية «تيان طان» لاستجابتهما للملف التقني بشكل جيّد، وسيتم فتح ظرفي الشركتين في اليوم المحدد على الساعة العاشرة صباحا، لمعرفة الفائز بالصفقة بمقر قسم العمل الاجتماعي، «وهو ما يعني أن اللجنة ستختار الشركة المقترحة لأقل عرض في الأثمنة»، تقول الرسالة، وتضيف أن الصدمة كانت قوية حين تدخل رئيس اللجنة وأعلن عن تفويت الصفقة للشركة الصينية رغم أنها تقدمت بسعر أعلى (28.500 درهم) عن السعر الذي اقترحته الشركة المغربية (27.400 درهم) للوحدة، أمام الاحتجاجات القوية لممثل الشركة المغربية «لاطيك». لم يستوعب ممثلو الشركات المنافسة الطريقة التي تم بها تفويت الصفقة لفائدة الشركة الصينية. والأخطر في هذه الصفقة هو أن الشركات المغربية تصنع صندوق العربات بأدوات ومواد بمواصفات سليمة وصحية وفق الشروط البيطرية المنصوص عليها والتي احترمتها الشركات المغربية، معترف بها من طرف المختبر العمومي بالدار البيضاء وطبيب بيطري مختص بالقنيطرة بعد إجراء تحاليل مخبرية بشهادات مصادق عليها مضمنة بالملف التقني، «وفي حالة أي اقتراح تغيير في العربات تلتزم بتنفيذه الشركة الفائزة بالصفقة». لقد صُدم ممثلو الشركات المغربية المنافسة وتذمروا من تفويت الصفقة بتلك الطريقة التي اعتبروها غير شريفة، وأشاروا إلى أنه حتى لو تقدمت الشركات الأجنبية بنفس الأسعار ونفس الشروط، يجب تفضيل الشركات المغربية طبقا للبند 81 من المرسوم المؤرخ في 5 فبراير 2007 الذي ينص على منح تفضيلية، عند التساوي، لطلبات العروض المقدمة من طرف المؤسسات الوطنية.