اقتحمت العشرات من الأمهات، صباح الاثنين الماضي، مدرسة توجد بمنطقة «أولاد امبارك» في القنيطرة، احتجاجا على عدم التحاق أبنائهن بالحجرات الدراسية بسبب الخصاص المهول الذي تعرفه هيئة التدريس بهذه المؤسسة. وتفاجأ العاملون بمدرسة العهد الجديد، التي لم يكتمل بناؤها بعد، بأفواج بشرية تقتحم المؤسسة، وتطالب بالإحضار الفوري للمعلمين لتدريس أبنائهم، الذين لم يلتحقوا بعد بالأقسام رغم مرور أزيد من شهر على الدخول المدرسي، فيما ربطت مصادرنا المشكل القائم بالحركة الانتقالية التي لم تجر إلى حد الآن. وكادت الأمور تتطور إلى مواجهات، بعدما أصرت الأمهات الغاضبات على أن تتوقف الدراسة بصفة نهائية بهذه المؤسسة إلى غاية إيجاد حل عاجل لمشكل الخصاص، حيث دخلن في نقاش حاد مع بعض أطر التدريس، وحاولن منعهم من أداء مهامهم وولوج الأقسام لإخراج التلاميذ منها، قبل أن يتراجعن عن ذلك بعد تدخل بعض العاملين في المؤسسة لتهدئة الأوضاع. وليس الخصاص وحده الذي تعاني منه هذه المدرسة، تقول إحدى المحتجات، بل إن هذه المدرسة بلا أبواب، وبلا حراس، وأقسامها بلا خزانات، وتفتقر إلى الماء والكهرباء، ويغزوها الغرباء من كل حدب وصوب، يتحرشون بالمعلمات ويعبثون في فضاء المؤسسة كما يشاؤون، إلى الدرجة التي تضطر فيها المعلمة إلى إغلاق باب الحجرة الدراسية على التلاميذ بإحكام مخافة اقتحامها من طرف المتشردين والمتسكعين، كما تجد التلميذات حرجا كبيرا في قضاء حاجتهن لعدم وجود المراحيض، حيث يضطررن إلى اللجوء إلى غابة مجاورة مع ما يشكله ذلك من تهديد خطير لسلامتهن وأمنهن. وفي موضوع ذي صلة، تعرف العديد من المؤسسات التعليمية بإقليم القنيطرة اكتظاظا مهولا للتلاميذ، تجاوز عددهم بإحدى المؤسسات الستين، وكشفت مصادر «المساء»، أن بعض المؤسسات وقفت عاجزة عن تدبير هذا الاكتظاظ لقلة الحيلة، ولم تجد من خيار سوى شحنهم هكذا كما اتفق داخل أقسام لا تتسع لهم جميعا، مؤكدة أن إحدى المعلمات بمدرسة قروية طلبت من تلاميذها إحضار الحصير قصد تمكينهم من حضور الحصص الدراسية.