يعيش الفريق الحركي بمجلس النواب، عشية الدخول البرلماني الجديد، على صفيح ساخن، بعد أن عبر نحو 14 نائبا عن رفضهم التوقيع في لائحة الفريق النيابي، وسط حديث عن تهديد ثمانية نواب غاضبين بمغادرة الحزب نحو وجهة حزبية أخرى. وحسب المعطيات التي توفرت عليها ل«المساء»، فإن الغليان الذي يسود صفوف النواب الحركيين مرتبط بما آل إليه الوضع داخل الحزب نتيجة ما أسمته مصادر من الفريق الحركي بمجلس النواب بسيطرة وتحكم مجموعة متكونة من عضوي المكتب السياسي حليمة عسالي وعبد القادر تاتو، ومن يدور في فلكهما في شؤون الحزب وقيادته، مقابل نهج الإقصاء والضغط والغبن في حق نواب وأسماء حركية وازنة. كما يعود غضب النواب الحركيين إلى تبعات عملية اندماج الأحزاب الثلاثة (الحركة الوطنية الشعبية والحركة الشعبية والاتحاد الديمقراطي) والتي أدت، حسب نفس المصادر، إلى «قتل الحركة الوطنية الشعبية وتشتيت الاتحاد الديمقراطي»، فضلا عن الانعكاسات السلبية لقرار الخروج إلى المعارضة في سنة 2007، ثم العودة إلى الحكومة في سنة 2009 بحقيبتي وزير دولة وكاتب الدولة في الخارجية، على وزن الحزب ووضعه في المشهد الحزبي. إلى ذلك، قالت فاطمة مستغفر، أحد النواب الغاضبين ل«المساء» إن «البراكين كاينة، والحركيون يجترون المرارة لكن الحياء والمشهد السياسي المختل يمنعهم من الانفجار.. إلا ما تقدوش راه ثمانية النواب سيغادرون الفريق منهم فاطمة مستغفر.. وأي حزب باغي يخدم نمشي إليه». وأضافت في حديثها إلى الجريدة: «لقد وصل السيل الزبى مع مجموعة تسعى إلى تخريب الحزب وتغلب مصلحتها الشخصية على مصلحة الحزب والمصلحة العامة، فيما السيد الأمين العام مكتوف الأيدي أمامها وغير قادر على فعل أي شيء.. نشعر بأن هناك حجابا بيننا وبينه، فهو يفوض سلطاته للبعض بدون سند قانوني». وفيما أكدت مستغفر، وفق المعلومات المتوفرة إليها، عزم خمسة نواب على الأقل مغادرة الحزب إذا لم تتحقق المساواة بين كل مكونات الفريق الحركي، كشفت النائبة البرلمانية أن قرار مقاطعة النواب الغاضبين لاجتماع الفريق الحركي بمجلسي النواب والمستشارين، يوم غد الخميس، قائم في حال «عدم إبداء الطرف الحركي الآخر، الذي يبدو، أن العنصر يسانده، أي تنازل عن مواقفه». في السياق نفسه، وجه عشرة برلمانيين حركيين (مستشاران وثمانية نواب) خلال اجتماع عقدوه أول أمس الإثنين، ببيت النائبة مستغفر بالدارالبيضاء، رسالة قوية إلى العنصر عنوانها الرئيس «كفى ضغطا علينا وعليك أن تضغط على الطرف الآخر، وأن تظهر أن لك تأثيرا عليه، وأن تفرض شخصيتك عليهم»، تقول مصادر حضرت الاجتماع. وكان النواب الغاضبون قد أفلحوا، في خطوة أولى، في الضغط على قيادة الحزب من أجل تأجيل موعد ومكان انعقاد اجتماع فريقي الحزب بالغرفة الأولى والثانية من يوم الاثنين الماضي بمراكش إلى يوم غد الخميس بمدينة الرباط، بعد أن نقل السعيد أمسكان إلى العنصر اعتراضات النواب وأجواء الاحتقان التي تسود في صفوف بعض نواب الحزب. وفيما تعذر الاتصال صباح أمس الثلاثاء بكل من حليمة العسالي وعبد القادر تاتو لمعرفة وجهة نظرهما، نفى محمد مبديع، رئيس الفريق الحركي بمجلس النواب، علمه بتهديد أي نائب حركي بمغادرة الحزب، مكتفيا بالتعليق على غضب مجموعة من النواب البرلمانيين يمثلون أقاليم أكادير، تاوريرت، وجهة الدارالبيضاء... بالقول: «أعتقد أنه أمر صحي أن يطلب النواب توضيحات بخصوص أوضاع الفريق والحزب، وعلى كل حال، فاجتماع يوم الخميس سيكون مناسبة للنواب للمناقشة وتلقي الأجوبة عن أسئلتهم قبل التوقيع في لائحة الفريق الحركي».