استنكر عدد من سكان دار بوعزة منحَ رُخَص استثنائية لمنعشين عقاريين في نقط متفرقة في جماعة دار بوعزة، ومنها منطقة «طماريس» وجنبات «وادي مرزك» وغيرها من المناطق التي تؤكد المصادر نفسُها أنها مناطق مهدَّدة بالفيضانات. وقد طالب المتضررون الجهات المسؤولة بالتدخل في أسرع وقت لفتح تحقيق في الموضوع. وتتساءل المصادر نفسُها عمّن يتحمل مسؤولية الأمر، هل الوكالة الحضرية التي منحت الاستثناءات في ظروف ملتبسة؟ يتساءل السكان، أم تراها جماعة دار بوعزة التي سبق لها أن قامت بتفويت غابة «وادي مرزك» لإحدى الشركات التي تستثمر في العقار الراقي، من خلال اتفاق مبدئي في دورة استثنائية، مرت قبل بضع سنوات؟ يضيف المصدر نفسه. وهو التفويت الذي اعترضت عليه إدارة المياه والغابات، تحت ضغط سكان المنطقة، وجمعيات المجتمع المدني على وجه الخصوص، حيث قامت بإرسال تنبيه إلى جماعة دار بوعزة، بغرض وقف أمثال هذه الأفعال التي تضرّ بالملك الغابوي. وتقول المصادر ذاتُها إنه تم تشييد العديد من الفيلات فوق بِرَك مائية كانت تؤمُّها الطيور المهاجرة على طول المنطقة الممتدة من «عين الكديد» إلى حدود «وادي مرزك»، وهي المنطقة التي كانت تغمُرها المياه التي تنبع من عدة عيون، كعين «ولد العربي» و«بيديعة» و»عين الكديد»، هذه الأخيرة التي تمر عبر «ضاية ولد العربي»، قبل أن تصب في «وادي مرزك». وجدير بالذكر أنه خلال السنة الماضية تم كشف خطورة الوضع، حيث لم تستطع العمليات التي توالت لإفراغ حمولات الردم العديدة على متن الشاحنات أن تنجح بالشكل المطلوب لتغيير مسار الينابيع المذكورة. وتضيف المصادر عينها أنه، حتى وإن تم تحويل مسارها، فإن أماكن أخرى ستطالها الفيضانات، ومنها الإقامة الملكية في دار بوعزة. وندد السكان بالبِرَك والمستنقعات الراكدة وبما تشهده من انتشار واسع لأنواعَ مختلفةٍ من الحشرات الزاحفة والطائرة التي أصبحت تَسِم المنطقة والتي تشكل خطرا على صحة المواطنين، وخاصة السياح الذين يرتادون المخيم الدولي. وفي سياق متصل، استنكر السكان الوضعَ الكارثيَّ الذي يشهده شاطئ «داركوش» قرب «المريسي»، إذ يُلقي البحر -بشكل يومي- على جنباته بأنواع كثيرة من الكائنات البحرية، (القرديس، القمرون، بوزروك الأخطبوط...) وهي الظاهرة التي يشهدها هذا الشاطئ، الذي يوصف بالجميل، لأول مرة في تاريخه. يُذكَر أن سبب هذه الكارثة البيئية، التي يشهدها الشاطئ المذكور لأول مرة في تاريخه، يعزى إلى إفراغ مياه المسابح والمياه العادمة وكذا مياه الحمامات ومخلفات محلات غسل السيارات، إضافة إلى زيوت التشحيم (الفيدانج) القادمة من تجزئتي «كوبي» و«الأنصاري»، حيث يقوم أصحابها بربط «مطاميرهم» غير العازلة بإحكام و«ذكاء» بقنوات صرف المياه المطرية القادمة من محيط الواجهة المعمارية، فالقرية النموذجية، مرورا بالتجزئتين المذكورتين، لتصبّ كل هذه المياه العادمة في الشاطئ سالف الذكر.