أنجزت جمعية مرضى ومعاقي داء «بهجت»، بتنسيق مع المديرية الجهوية لوزارة الصحة في البيضاء ومستشفى مولاي يوسف في المدينة ذاتها، دراسة ميدانية حول «داء بهجت»، للتحسيس بخطورة هذا الداء القاتل، الذي لم تُعرَف بعد أسبابه على الصعيد العالمي. وكشفت الدراسة أن «داء بهجت»، الذي يخلق خللا في الجهاز المناعي، والذي يصيب الأوعية الدموية في جسم الإنسان على اختلاف حجمها، (كشفت) أنه يصيب الأطفال مثلما يصيب الكبار، على عكس دراسات دولية قالت إنه يصيب فقط الكبار الذين تفوق أعمارهم ال20 سنة. كما أشارت الدراسة إلى أن هذا المرض غير المعدي وراثي. وأثبتت الدراسة، التي شخّصت 1427 حالة من مختلف أنحاء المغرب، 201 منها ثبتت إصابتها بالداء، أن خطورة المرض تكمن في كمونه، وهي الفترة التي قد تمتد طويلا إلى أن يتمكن الداء من جسد الإنسان، الأمر الذي يؤدي إلى الإصابة بالعمى والشلل والموت، في حالة عدم علاجه أو في حالة التوقف عن علاجه... وصرّح الدكتور سمير البطال، مدير قسم الفحص والتشخيص الطبي في مستشفى مولاي يوسف في البيضاء، ل«المساء»، بأن «مرض بهجت» مرض يمسّ جميع الأجهزة الحيوية في الجسم، من الالتهابات الفموية البسيطة إلى إصابة الجهاز العصبي، وهو من الأمراض الباطنية الموجودة بشكل كبير في المغرب، غير أنه غير معروف ويصيب، بنسبة كبيرة، الفئات العمرية بين 20 و35 سنة، الذكور بنسبة أكبر (امرأتين بين كل 8 رجال)، وأضاف أن تشخيصه سهل وأكد أن الطبيب الذي لا يمكنه تشخيصه باستطاعته، على الأقل، الشك في إصابة المعني بالتشخيص بالداء. وعن أعراض المرض، قال الدكتور إن ظهور تقرحات على مستوى الفم أكثر من ثلاث مرات في السنة وظهور تقرحات على مستوى الجهاز التناسلي أو التهابات في بعض أو كل أجزاء العين والتهابات وطفح جلدية تبقى أهم الأعراض الأولية. وشدد الدكتور سمير البطال على ضرورة التشخيص المبكر للمرض، نظرا إلى خطورته وغلاء تكاليف علاجه، في حال تأخر اكتشافه. وقال، في هذا السياق: «إن الاكتشاف المبكر للمرض لا يكلف المريض أكثر من 25 درهما، ثمن دواء يستعمله المريض طيلة حياته. أما إنْ تأخَّر علاجه، فإن تكلفة الدواء تصل إلى 7000 درهم، في الحالات المتطورة. وأضاف الدكتور أن «مرض بهجت» يصيب سكان مناطق دون أخرى، في البلدان المتوسطية على الخصوص، مما يرجح فرضية أن تكون أسبابه بيئية، إضافة إلى فرضية الأسباب الهرمونية، لأنه يصيب الذكور أكثر من الإناث، وكذا الأسباب الوراثية وفرضية رابعة جاءت بعد أبحاث اكتشفت وجود جرثومة لدى بعض الأشخاص المصابين بالمرض هي جرثومة «streppcoque». ومن جانبه، أكد مصطفى مقديم، رئيس جمعية مرضى ومعاقي داء بهجت، إنجازَ الجمعية دراسة موازية همَّت الجانب النفسي لدى الحالات التي تم الكشف عليها، أظهرت أن مرضى «بهجت» طالتْهم اضطرابات نفسية جراء إصابتهم، خاصة منهم الفتيات اللواتي كن يرفضن التشخيص، مخافة أن يُعتقَد أنهن مصابات بمرض جنسي مُعْدٍ، نظرا إلى الالتهابات التي تلحق الجهاز التناسلي، والتي تتشابه مع أعراض بعض الأمراض الجنسية المُعْدية.