صرح عبد العزيز بلخادم، وزير الدولة الممثل الشخصي للرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة، أن بلاده لا تطمع في أي رقعة من أرض مغربية على الحدود الدولية ولا طمع لها أيضا في أي شبر من أرض الصحراء، وخرج بلخادم بهذه التصريحات بعد التصريحات الأخيرة التي صدرت عن وزير الاتصال المغربي الناطق الرسمي باسم الحكومة. تصريحات بلخادم جاءت أيضا على إثر الرجة التي تعيشها جبهة البوليساريو بعد اختطاف مصطفى مولود ولد سلمى، الذي يوجد حاليا رهن الاعتقال في مكان سري ويخضع للتعذيب والاستنطاق، وهو الاختطاف الذي أعاد الدور الجزائري في قضية الصحراء إلى الواجهة، ليس فقط لأن الجزائر تفتح ترابها للبوليساريو، بل أيضا لأن اختطاف ولد سلمى تم بمساعدة جزائرية واستنطاقه يتم على أيدي عناصر من مخابراتها. تصريحات بلخادم لا تزيد ولا تنقص من الواقع. كانت الجزائر، كما اليوم، ذات أطماع في الصحراء المغربية، كما يشهد التاريخ والمعطيات، والسؤال هو: إذا لم تكن لدى الجزائر أطماع في منطقة الصحراء، فلماذا اقترح عبد العزيز بوتفليقة نفسه في عام 2005، عندما كان جيمس بيكر مبعوثا خاصا للأمم المتحدة في النزاع، تقسيمها بين الجزائر والمغرب؟. ويذكر الجميع أن ذلك الاقتراح فضح النوايا الجزائرية وقتها إلى الأبد، لسببين جوهريين: الأول أن الجزائر لديها بالفعل أطماع في المنطقة، وهي طرف في النزاع عكس ما تصرح به، والثاني أن إنشاءها لجبهة البوليساريو في السبعينيات والاستمرار في دعمها اليوم ليس حبا في «تقرير المصير» الذي تلوح به في كل مناسبة، بل لخدمة مصالحها وتحقيق طموحاتها في المنطقة. ويبقى في الأخير أن الحقائق تستعصي على النسيان.