فتحت مصالح الدرك الملكي تحقيقات موسعة للكشف عن مرتكبي مذبحة راح ضحيتها مسؤول غابوي برتبة »أجودان شاف«، بعدما تم العثور عليه من طرف زملائه، الجمعة الماضية، مقتولا بمنزله بمنطقة غابوية تدعى »ضاية زرزور« بسيدي يحيى الغرب. وقالت المصادر، إن الدرك اعتقل العديد من الأشخاص المعروفين بسوابقهم الإجرامية والمتورطين في عمليات سرقة تطال بشكل يومي غابة المنطقة، للاشتباه في وجود علاقة لهم بهذا الحادث، حيث جرى إخضاعهم لجلسات استنطاق مطولة قبل أن يخلى سبيلهم، بعدما ثبت عدم صلتهم بملف القضية. وكان الضحية فرشي عبد الوهاب، الأب لأربعة أبناء، والذي ووري الثرى، أمس الأحد، بجماعة جرف الملحة بإقليم سيدي قاسم، وجد مضرجا في دمائه بعد تلقيه طعنة في الجانب الأيسر من بطنه، وأخرى على مستوى العنق، وهو ما عجل بوفاته، قبل أن يكتشف زملاؤه التقنيون، الذين حضروا إلى منزله للقيام بجولة عمل في الغابة، جثته، حيث قاموا بإشعار السلطات والدرك، قبل أن يتقرر نقل الضحية إلى المستودع البلدي للأموات بالقنيطرة. وكشفت معلومات حصلت عليها المساء، أن المسؤول التقني المقتول، 57 سنة، كان موضوع تحقيق إداري عادي رفقة موظفين آخرين، ليتحول فيما بعد إلى بحث قضائي، كان سيؤدي حسب ذات المصادر، إلى الكشف عن المتورطين الحقيقيين في سرقة الغابة، وقد سبق للضحية، الذي تم نقله من شفشاون إلى سيدي يحيى الغرب مكرها، أن طلب مرارا من المندوبية السامية للمياه والغابات إعفاءه من مهامه لظروفه الصحية وكبره في السن، وعدم قدرته على مجابهة العصابات المنظمة المختصة في سرقة الغابة لغياب وسائل العمل والأعوان المساعدين، وهو ما يفسر أن منطقته التي كان يشرف عليها عرفت سرقة عدد كبير من الأشجار قدرت بحوالي 5000 شجرة.