أبدت مصادر مقربة من حادث مداهمة مركز حراسة تابع للمندوبية السامية للمياه والغابات بمدينة إفران، قرب ضاية "عوا"، والسطو على ثلاث بنادق أوتوماتيكية، و15عيارا ناريا، وزيين نظاميين خاصين بالحرس الغابوي، وحذاء عسكري، عشية الأحد الماضي..تخوفها من استعمال المتهمين الأسلحة النارية في قضايا إجرامية، أو في النهب الغابوي عبر تبادل إطلاق النار مع الحراس الغابويين في غابات الأطلس المعروفة بقطع الأشجار، خلال عمليات تعقبهم. واستبعدت المصادر ذاتها إمكانية استعمال المتهمين الأسلحة النارية المسروقة في عمليات إرهابية، على اعتبار أن المنطقة معروفة على الدوام بنشاط العصابات الإجرامية، ومافيات تهريب الأشجار. وعلمت "المغربية" من مصادر مطلعة، أن حالة الاستنفار والطوق الأمني المضروبة من مختلف الأجهزة الأمنية وعناصر الشرطة والدرك بمحيط ضاية عوا في إقليمإفران، وبمدن جهة مكناس تافيلالت، وصولا إلى مدن تابعة لجهة فاس بولمان، وضعت ضمن أولوياتها الاشتباه في إمكانية تورط أحد المحسوبين على عصابة الملقب ب "بولوحوش"، الذي يقضي حاليا عقوبة السجن المؤبد، بتهم جنائية نفذها بمنطقة أولاد آزام في مدينة تاونات، المتمثلة في تكوين عصابة إجرامية، والقتل العمد مع سبق الإصرار والترصد، والسرقة الموصوفة، والاختطاف، والاحتجاز، وهتك عرض، والاغتصاب، وحيازة سلاح ناري دون ترخيص، والذي سبق أن تمكن أكتوبر 2008 من الفرار من مستشفى عمر الإدريسي بفاس، مباشرة بعد نقله من سجن بوركايز لتلقي العلاج، بعدما أصيب بمرض الربو. وأضافت المصادر ذاتها، أن فرقة الدرك الملكي المكلفة بالتحقيق في القضية، انتقلت عشية أول أمس الثلاثاء إلى حي سيدي بابا في مكناس، إذ استمعت إلى إحدى النسوة التي يشتبه في تورطها، أو علمها بحادث السرقة. وتشهد كافة المحاور الطرقية المؤدية من مدينة مكناس إلى مدينة إفران، مرورا بآيت السبع، وأحواز إيموزار، وأزرو، والحاجب، وضع حواجز أمنية مشددة ومسننات حديدية، إذ يجري تفتيش كل وسائل المواصلات التي تجوب المنطقة، رغبة في الوصول إلى خيط يؤدي إلى فك لغز العملية، التي أحدثت حالة من الارتباك وسط عدد من الأجهزة الأمنية والاستخباراتية. وعملت اللجنة التي انتقلت من قيادة الدرك الملكي في الرباط، بتنسيق مع القيادة الجهوية للدرك الملكي في مكناس، على مباشرة خيط التحقيقات، انطلاقا من الاستماع إلى الحارس الغابوي، الذي شهدت فترة مداومته اقتحام المركز الغابوي، إضافة إلى مجموع الحراس الغابويين العاملين في مركز ضاية عوا ضاحية إفران. في سياق متصل، أشارت مصادر مقربة أن حادث اقتحام المركز الغابوي ضاية عوا، تزامن مع الهيكلة الجديدة، التي شنتها المندوبية السامية للمياه والغابات، إذ عرفت معظم المراكز الغابوية حركة انتقالية غير معها معظم الحراس الغابويين أماكن عملهم، إذ اضطر المكلف بمراقبة المركز إلى نقل كل الآليات الموجودة في المركز من ضمنها المسروقة إلى مركز ثان، حينها استغلت الجهة التي نفذت الهجوم الوضع غير المستقر، ونفذت عملية الهجوم.