قادت الاعترافات والمعلومات، التي أدلت بها زوجة رئيس المركز الغابوي "ضاية عوا"، بإفران، فريق التحقيق إلى الزوج، للاشتباه في تخطيطه، شخصيا، لعملية مداهمة مركز حراسة، تابع للمندوبية السامية للمياه والغابات بالمدينة..قرب الضاية المذكورة، والسطو على ثلاث بنادق أوتوماتيكية، و15 عيارا ناريا، وزيين نظاميين خاصين بالحرس الغابوي، وحذاء عسكري، بتاريخ الأحد 24 يناير الماضي. وكشفت زوجة رئيس المركز الغابوي أنه، منذ تعيينه مسؤولا أول، دأب على حمل كل معدات المركز، خاصة الأغراض المسروقة، إلى منزله بفاس، كلما قرر زيارة أبنائه وزوجته. كما أشارت إلى أنه، في عطلة نهاية الأسبوع (السبت والأحد 23 و24 يناير الماضي)، لم يحضر معه الحقيبة المتضمنة لهذه الأغراض إلى المنزل. وبناء على اعترافات الزوجة، بنت فرقة الدرك الملكي، المكلفة بالتحقيق في الملف، فرضياتها حول إمكانية تورط هذا المسؤول في نسج سيناريو الاقتحام والسرقة مع الجهة المستفيدة من هذه العملية. وعلمت "المغربية" من مصادر مطلعة، أن المرأة، المتحدرة من حي سيدي بابا، في مكناس، التي جرى الاستماع إليها، الثلاثاء الماضي، من طرف فرقة للدرك الملكي، ثم إيقافها، الأربعاء الماضي، تبين أن لها صلة مباشرة برئيس المركز، كما ثبت، بعد التحقيق، أنها زوجة تاجر مخدرات يقضي حاليا عقوبة سجنية، إثر إدانته بتهريب والاتجار في مخدر الشيرا. وأضافت المصادر ذاتها أن رئيس المركز الغابوي، الذي جرى إيداعه السجن، سبق أن اشتغل حارسا غابويا في كتامة، ثم بولمان، فرئيسا للمركز الغابوي "ضاية عوا"، إذ يتوقع أنه نسج أول علاقاته مع تجار المخدرات، اعتبارا لتورطه سابقا في عمليات تهريب من هذا النوع، عندما كان يشتغل في كتامة، المعروفة بإنتاج والاتجار في المخدرات. كما تأكدت فرقة التحقيق من تورط رئيس المركز في الاتجار في المخدرات، عندما تبين لها أن الحساب البنكي الخاص به يقارب مبلغ 100 مليون سنتيم، تحصل عليها بعد 18 سنة من الخدمة، علما أن سنه لا يتجاوز 45 سنة. وبخصوص الهجوم على المركز الغابوي، الذي بدا، عند حلول فرقة التحقيق بمسرح العملية، مكسر الزجاج وبوابته محطمة بالكامل، تبين أنه سيناريو محبوك ومعد له مسبقا، إذ عملت الجهة المتواطئة مع رئيس المركز الغابوي على تبيان الآثار الحقيقية، التي خلفها استهداف المركز، لوضع مصداقية لفرضية اقتحامه لحظة غياب الحارس الغابوي. وتكثف فرقة التحقيق، بتعليمات من النيابة العامة لدى محكمة الاستئناف في مكناس، تحرياتها مع رئيس المركز الغابوي وزوجة تاجر المخدرات، المتحدرة من حي سيدي بابا، حول الجهة، أو الجهات، التي تسلمت المسروقات، بهدف الوصول إليها وتطويق نشاطها، قبل استعمالها، إما في عمليات نهب الملك الغابوي في غابة الأطلس، أو من قبل تجار المخدرات.