سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
حوالي 30 ودادية سكنية بأحد أحياء فاس تعقد جلسة «خاصة» لمحاكمة قطاع النظافة بالمدينة مطارح غير رسمية للنفايات في مختلف أحياء المدينة تتحول إلى كابوس يهدد الأمن الصحي للمواطنين
تحولت جلسة حوار عقدها مسؤولون أمنيون ورجال سلطة، أول أمس الأربعاء، بإحدى دور الشباب بفاس، مع ما يقرب من 30 ودادية سكنية بحي الزهور، إلى جلسة «محاكمة» لتدبير قطاع النظافة بالمدينة. وبالرغم من أن هؤلاء المسؤولين حاولوا «توجيه» مداخلات ممثلي ساكنة الحي لتدوين ملاحظاتهم حول تدبير الشأن الأمني بحيهم بعد احتجاجات شهدتها بعض أحياء المدينة بسبب «انتشار الجريمة» بها، فإن المتدخلين اعتبروا في ملاحظاتهم بأن ما يعيشونه من «كوابيس» بسبب تراكم النفايات في أزقتهم وشوارعهم، وما ينتج عن هذا الوضع من روائح كريهة تزيد من حدة الأمراض التنفسية للمرضى وتعكر عليهم صفو الحياة، لا يقل أهمية عن ملف «انتشار الجريمة» بالمدينة. وكانت السلطات قد اتخذت قرار عقد اجتماعات مفتوحة مع الوداديات السكنية بمختلف أحياء المدينة للاستماع إلى ملاحظاتها بخصوص الشأن الأمني بالمدينة، مباشرة بعد انتهاء اجتماع «طارئ» احتضنه مقر ولاية الجهة وترأسه والي الجهة واستدعيت إليه مختلف الأجهزة الأمنية (أمن ودرك واستخبارات) والوكيل العام للملك بمحكمة الاستئناف بفاس، خصص لتدارس مضمون «الرسائل» التي بعث بها العشرات من المواطنين كانوا قد خرجوا في مسيرات احتجاجية للمطالبة بالتدخل لوضع حد لانتشار الاعتداءات بأحيائهم عبر تكثيف الدوريات و«تطويف» المجرمين وعدم التساهل معهم أثناء تقديمهم للسلطات القضائية. وزادت الوداديات السكنية من «سقف المطالب» بطرحها مشكل النظافة بالمدينة التي أصبحت أي زنقة فيها تعاني من أكوام الأزبال. وقرر المجلس الجماعي لفاس تفويت قطاع النظافة لشركة خاصة. وتقرر، في الآونة الأخيرة، «إغناء» تجربة التدبير المفوض للقطاع بتفويت أزبال المدينة العتيقة لشركة ثانية. وباستثناء شارع الحسن الثاني، الذي يقدم على أنه من الواجهات الأساسية للمدينة، فإن عددا من الأحياء تشكو من «تنامي» الأزبال و«تراخي» المشرفين على تدبير القطاع في جمعها. وتظهر علامات تلاش واضحة على عدد كبير من الأسطول الذي أسندت له مهمة جمع هذه النفايات. وشهدت بعض شوارع المدينة حوادث سير صعبة أحد أطرافها شاحنات جمع النفايات التي يجد سائقوها صعوبة في التحكم فيها بسبب أعطابها التقنية. وتستعمل هذه الشاحنات حاويات متلاشية تلفظ جزءا كبيرا من النفايات التي تجمعها، وهي في طريقها نحو مطرح النفايات الذي يزكم أنوف مرضى وزوار المستشفى الجامعي الحسن الثاني، وجزءا من ساكنة الجماعة القروية سيدي حرازم وزوارها من مرتادي منتجعها. وتعاني القمامات البلاستيكية، التي تضعها الشركة رهن إشارة الساكنة في عدد من الأحياء وضعا مترديا بسبب تقادمها، مما يزيد من تعقيد الوضع. ولجأت هذه الشركة، في الآونة الأخيرة، إلى تعويض بعضها بحاويات حديدية، لكن جنباتها تحولت إلى مطارح غير رسمية للأزبال. وعاشت ساكنة المدينة «محنة» مع تراكم هذه النفايات في عدد من «النقط السوداء» في أحياء الأطلس والنرجس ومونفلوري والسعادة وطريق إيموزار في شهر رمضان. واستمر هذا الوضع دون أن تتدخل السلطات لحث المسؤولين عن قطاع النظافة لتنفيذ التزاماتهم التي وقعوا عليها في دفتر التحملات. ولا يجد المسؤولون بالمدينة أي حرج في تأجيل تدخلاتهم لإنقاذ عدد من الشوارع الرئيسية من أزبالها إلا في المناسبات الرسمية التي يعلن فيها الملك عن زيارة المدينة. وتعمد كل أطراف السلطة بالمدينة إلى «التحالف» مع الشركة، للعمل بالليل والنهار، من أجل «إتلاف» معالم الأوساخ والنفايات وتزيين الواجهات، قبل أن يعود الوضع إلى سابق عهده بانتهاء الزيارة.