عاش أحد أكبر الأحياء الشعبية بفاس، مساء أول أمس، حالة «انفلات» بعدما حاصر ما يقرب من 3000 شخص منزل إمام مسجد بأحد دواويره. ولم يستعد دوار الهندية بحي عوينات الحاج إيقاع حياته العادي إلا بتدخل رجال الأمن وعناصر أخرى من قوات التدخل السريع الذين تمكنوا، خلال ظرف وجيز بعد دخولهم إلى هذا الحي، من تفريق «المحتجين»، فيما تعرض إمام مسجد الدوار، رفقة فتاة كانت معه بداخل منزله للاعتقال، وتم الاتجاه بهما، وسط إجراءات أمنية مشددة، نحو ولاية أمن فاس لاستكمال التحقيق معهما في التهم التي وجهت إليهما من قبل ساكنة هذا الحي، قبل عرضهما على أنظار المحكمة. وحاول بعض المحتجين النيل من هذا الإمام عبر الرجم بالحجارة، لكن هذه الحجارة أخطأت الطريق وألحقت بعض الأضرار ب«سطافيط» رجال الأمن. وعمد بعض المواطنين إلى رصد منزل هذا الإمام غير المتزوج والذي يبلغ من العمر حوالي 38 سنة، بعد شكوك حامت حول علاقاته غير الطبيعية بفتيات في منزله. وتمت محاصرة المنزل بمجرد مشاهدتهم لإحدى الفتيات وهي تلجه. وبالرغم من أن هؤلاء المواطنين ظلوا يطلبون منه أن يفتح لهم الباب، فإنه رفض الاستجابة للطلب، وانتظر قدوم رجال الأمن لكي تعتقله رفقة هذه الفتاة التي يناهز عمرها الثلاثين سنة. وصاغت السلطات المحلية إخبارية وجهتها إلى وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، تخبرها فيها بنبأ اعتقال أحد أئمتها. ولم يتمكن هذا الإمام، بسبب هذا الاعتقال، من أداء صلاة يوم الجمعة بالمصلين، وسيكون من الصعب عليه العودة بعد هذا الحادث إلى الدوار لمواصلة قيامه ب«واجبه الديني والمهني».