تطالب أسرة خادمة توفيت مؤخرا بالدارالبيضاء بإخراج جثة طفلتها، ذات ال16 سنة، وتشريحها لمعرفة ملابسات وأسباب وفاتها التي كانت مفاجئة، حيث تم نقلها إلى المستشفى دون إخبار أسرتها ولا حتى شقيقتها التي تعمل في الدارالبيضاء، أيضا، بعد أن أصيبت بحروق، حسب ما أكدته الأسرة المشغلة. وأكدت أسرة الضحية، في شكاية لها توصلت «المساء» بنسخة منها، أن أب الطفلة (آمال البعرار) تسلم مبلغ 35 ألف درهم، كما تم وعده من قِبَل العائلة المشغلة للضحية بإضافة 65 ألف درهم أخرى، بعد أن أبدت العائلة شكوكها حول أسباب الوفاة، خاصة بعد أن انتقلت إلى المستشفى ووجدت أن جثة الضحية لم تكن تحمل أي حروق في الأماكن التي يمكن أن تنتج عنها الوفاة مثل البطن، ولاحظت الأسرة وجود كدمات في رأسها يميل لونها إلى الزرقة، وآنذاك ألحت على رؤية الجثة كاملة، وهو ما منعت منه من قِبَل ممرضة اكتفت بالقول إن المشغلة قامت بما يجب فعله، حيث كان يبدو أن كل شيء كان جاهزا للتعجيل بالدفن، مما زاد من شكوك الأسرة، خاصة بعد أن رفض مشغلوها دفن جثتها في مسقط رأسها في تازة، حيث تم دفنها في الدارالبيضاء، ضدا على رغبة أسرتها. وأضافت أنه بناء على معلومات تم تجميعها من الحي حيث كانت تعمل الضحية تَبَيَّن أن الطفلة كانت تتعرض للضرب والتعذيب وأن وفاتها ليست ناتجة عن حادث، وفق التصريحات التي أكدها مجموعة من سكان الحي لشقيقة الضحية. وأمام إلحاح شقيقة الضحية وزياراتها المتكررة للحي للتأكد من صحة خبر أن شقيقتها لم تمت بسبب حادث بل يُرجَّح إلى حد كبير أنها كانت ضحية للضرب والتعذيب، فقد هددها أفراد من العائلة المشغلة بالانتقام منها، إذا لم تتوقف عن النبش في أسباب وفاة شقيقتها. وأضافت شقيقة الضحية أن شكوكها زادت أكثر بسبب إلحاح الضحية عليها في كل اتصال هاتفي بالقدوم لأخذها من المنزل الذي تشتغل فيه من فرط ما تعانيه من تعذيب، وهو الطلب الذي كانت تكرره لكل من اتصل بها من عائلتها، وهو الطلب الذي كان يستحيل على الأسرة تنفيذه، لأنها تجهل عنوان المنزل الذي لم يسبق أن زارته أسرتها إلا عندما بلغها خبر الوفاة، حيث وجدت أفرادا من العائلة المشغلة في انتظارها في محطة القطار، كما أنها كانت تفرض عليها حصارا خانقا وتمنع أفراد أسرتها من التحدث إلى أي أحد من الجيران، مما كان يزيد من شكوكها. واستنكرت الأسرة ما أقدمت عليه العائلة المشغلة، حيث عمدت إلى بناء قبرها دون استشارتها، وهو ما اعتبرته إجراء لعرقلة عملية إخراج الجثة لتشريحها حتى تتبين الحقيقة التي عملت المشغلة على طمسها، بجميع السبل. وناشدت أسرة الطفلة الضحية آمال البعرار جميع الجهات المسؤولة والجمعيات الحقوقية مساعدتها من أجل تشريح الجثة، يقينا منها أن الضحية تعرضت لتعذيب أزهق روحها وليس لحادث عرضي أودى بحياتها.