قال مصطفى سلمى ولد سيدي مولود إن أخبارا وصلته من مخيمات تندوف تفيد بأن قيادة جبهة البوليساريو الانفصالية بعثت بدوريات أمنية لملاحقته ومطاردته وبأنها أصبحت قريبة منه. وأشار ولد سيدي مولود، في اتصال مع «المساء» صباح أمس الأحد، إلى أن المنطقة أصبحت ضيقة جدا وأنه يوجد حاليا في الخلاء الواسع على الحدود مع المنطقة الخاضعة لجبهة البوليساريو، مساندُه الوحيد وصديقه رب العالمين... وأضاف أن على الحقوقيين والصحافيين أن يكونوا شهداء على الأحداث والوقائع، من أجل تأريخها. وكان مصطفى سلمى ولد سيدي مولود قد عبّر خلال ندوة صحافية نظمها بداية الشهر الماضي في مسقط رأسه السمارة في الصحراء المغربية، عن دعمه خيارَ الحكم الذاتي الذي اقترحه المغرب لحل نزاع الصحراء، ودعا في نفس الندوة إلى أنه سيعود إلى مخيمات تندوف، حيث توجد أمه وقبيلته وبعض أفراد عائلته، من أجل الدفاع عن رأيه وعن مخطَّط الحكم الذاتي. ومن جهة أخرى، قال محمد رضا الطاوجني، مدير أسبوعية «الصحراء الأسبوعية»، إن الأمن الجزائري اعتقل من جديد صباح أمس الأحد صحافيَّيْن ينتميان إلى الأسبوعية كانا قد حلا نهاية الأسبوع الماضي بتندوف من أجل تغطية عودة مصطفى سلمى ولد سيدي مولود، المفتش العام لما يسمى «شرطة البوليساريو»، إلى مخيمات تندوف. وأوضح محمد رضا الطاوجني، في اتصال مع «المساء»، صباح أمس، أن الصحافيين محمد السليماني ولحسن فيتبادار كانا قد غادرا يوم الجمعة الماضي مطار محمد الخامس في اتجاه العاصمة الجزائرية، ثم بعد ذلك غادراها في اتجاه تندوف. وأشار الطاوجني إلى أن الأسبوعية قامت بجميع الإجراءات الإدارية، سواء مع السفارة الجزائرية في الرباط، أو مع وزارة الاتصال والخارجية الجزائريتين، ولم يعترض الجزائريون على أن يحل الصحافيان بتندوف من أجل تغطية أحداث عودة مصصفى سلمى إلى هناك. وأضاف الطاوجني أنه بمجرد أن حل الصحفيان بمطار تندوف تم القبض عليهما وتجريدهما من وثائقهما وأخضعوهما لتحقيق بوليسي لمدة تجاوزت ثلاث ساعات، ثم أُطلق سراحهما يوم السبت وأعادوا إليهما جوازي سفرهما وفرضوا عليهما حصارا داخل أحد فنادق تندوف. غير أنه تم اعتقالهما مجددا صباح أمس الأحد، بعدما خرجا من الفندق. وقال محمد رضا الطاوجني «إن السماح لنا من قبل السلطات الرسمية الجزائرية بزيارة تندوف (أي من قبل الخارجية ووزارة الاتصال والسفارة الجزائرية) ثم اعتقال الصحافيين هو دليل على أن المتحكم في القرار هو المخابرات العسكرية الجزائرية». ومن جهتها عبّرت النقابة الوطنية للصحافة المغربية عن قلقها الشديد إزاء احتجاز صحافييْن مغربيين، في أحد فنادق تندوف، من طرف الشرطة الجزائرية، التي أخضعتهما لاستنطاق بوليسي، في أحد مخافر المطار، عند وصولهما إلى هناك، دام أكثر من ثلاث ساعات. وأضاف بلاغ للنقابة، توصلت «المساء» بنسخة منه، أنه «مند الساعة السادسة صباحا من يوم 18 شتنبر، إلى حدود مساء نفس اليوم، ما زالا تحت الإقامة القسرية، في فندق «لوازيس» في هده المدينة، حيث لم يُسمَح لهما بالتحرك من أجل القيام بعملهما المتعلق بتغطية عودة السيد مصطفى سلمى ولد مولود». وأضاف بلاغ النقابة الوطنية للصحافة المغربية أن «ما تقوم به الشرطة الجزائرية حاليا يتناقض مع حرية تنقل الصحافيين، الذين يحق لهم، حسب القوانين المعمول بها عالميا، وبالخصوص القانون الإنساني الدولي، أن يقوموا بعملهم حتى في مناطق النزاعات والحروب، وأن على السلطات المتحكمة في هذه المناطق توفير الحماية لهم ومساعدتهم على القيام بواجبهم»،