أعطت لجنة مركزية حلت بمدينة ابن سليمان للاطلاع على الأوضاع الاستشفائية بالمدينة الضوء الأخضر لإدارة مستشفى الحسن الثاني المتعفن والآيل للسقوط بالإسراع في عملية الانتقال بداية الأسبوع الجاري إلى المستشفى الجديد الذي لازال في حاجة إلى أشغال وصيانات داخلية وخارجية، وأوصت الأطر الطبية والعاملين بالمستشفى بضرورة الخضوع لفحوصات طبية والتأكد من عدم إصابتهم ببعض الأمراض والأوبئة جراء الرطوبة والصدأ والحشرات التي غزت غرف ومكاتب المستشفى. وكانت لجنة مركزية من وزارة الصحة حلت ظهر يوم الثلاثاء المنصرم بمدينة ابن سليمان للوقوف على وضع المستشفى متعدد الاختصاصات المغلق منذ نهاية الأشغال الرسمية قبل ثلاث سنوات، وكذا من أجل معاينة مستشفى الحسن الثاني المتعفن والآيل للسقوط. وتأتي الزيارة بعد نشر «المساء» مقالا حول الحشرات التي غزت الغرف والمكاتب، وأرغمت إدارة المستشفى على إغلاق قاعات الجراحة وغرف النوم، وبعد الإشارة إلى المستشفى المغلق وإلى التجهيزات الطبية التي تتعرض للصدأ والرطوبة. اللجنة المركزية، التي تشكلت من عبد الغني العلوي البلغيتي مدير المستشفيات والعلاجات الأولية، وخالد الزرهوني مدير التجهيزات الطبية والصيانة، وأربعة تقنيين في التجهيزات والبنايات، سارعت، بعد أن ولجت غرف وقبو المستشفى القديم، إلى الخروج من المستشفى خوفا من احتمال إصابة أعضائها ببعض الأمراض والأوبئة، وأمرت إدارة المستشفى ومندوب الصحة بالإسراع بإغلاق المستشفى القديم، والانتقال إلى المستشفى الجديد. وأمرت بإجراء فحوصات وتحاليل طبية للطاقم الطبي وخصوصا الصيدلانية التي توجد صيدليتها في قبو المستشفى وعلى بعد أمتار من مستودع الأموات المتعفن والمطبخ. مدير التجهيزات الطبية سبق له أن زار المستشفى الجديد في ثلاث مناسبات، ولم يكلف نفسه عناء زيارة المستشفى القديم إلا بعد أن رافقه زميله مدير المستشفيات، رغم أن المستشفى القديم مهدد بالانهيار في أي لحظة، وسبق أن انهار جزء من سقفه فوق ممرضة نجت بأعجوبة. كما أن إدارة المستشفى ومندوب الصحة سبق لهما أن راسلا الوزارة مطالبين بالإسراع بفتح المستشفى الجديد، وتفادي وقوع ضحايا الانهيارات في صفوف المرضى والأطر الطبية، دون الحديث عن الرطوبة التي أتلفت السقف والجدران بفعل التسربات المائية، والصراصير والبعوض والقطط التي استوطنت المستشفى، وحولته إلى مستنقع للفيروس والروائح الكريهة التي أزكمت الأنوف. أطر وعاملو المستشفى وبعد تلقيهم الضوء الأخضر بالانتقال إلى المستشفى الجديد، بدؤوا الإعداد لعملية الترحيل، رغم أن المستشفى الجديد لا زال غير مكتمل الإصلاح، فولوجياته في حاجة إلى التبليط لتفادي تحولها إلى مرتع للأوحال خلال فصل الشتاء، ومحيطه العاري في حاجة إلى سور يقيه، وفضاءاته الشاسعة تحتاج إلى من يحولها إلى مساحات خضراء. وهي مهام وعد المسؤولون بالمجلس البلدي للمدينة والعمالة بإنجازها، لكنها أصبحت في خبر كان.