يعيش سكان إقليم ابن سليمان وضعا صحيا استثنائيا إذ أصبحوا مضطرين إلى التنقل إلى المدن المجاورة من أجل العلاج من أمراض عادية، تفاديا لولوج المستشفى الإقليمي المهدد بالانهيار، بعد أن تأكد استمرار إغلاق المستشفى الجديد إلى أجل غير مسمى، واستمرار فتح المركز الاستشفائي الإقليمي الحسن الثاني في وجه المرضى دون مراعاة لبنايته المتعفنة والآيلة للسقوط، وأسقفه التي تمطر المرضى والطاقم الطبي يوميا بشظايا إسمنتية. ولم يعد من سبيل لمرضى الإقليم الذين تعرض بعضهم لمضاعفات خطيرة جراء عناء التنقلات والتأخر في العلاج، فيما أرغم آخرون من ذوي الجيوب الفارغة على الاسترخاء داخل خيامهم ينتظرون حتفهم. فمندوبية الصحة تنتظر بداية أشغال الإصلاح التي لم يرصد لها بعد أي غلاف من طرف الوزارة الوصية، رغم علم وزارة ياسمينة بادو بأن المركز الاستشفائي لم يعد يحمل سوى الاسم، بلا نزلاء مرضى، خاصة بعد أن توقفت التغذية داخله، وتسربت المياه المتعفنة إلى مخازن الأدوية بقبو المستشفى. ولم تكتمل فرحة ساكنة إقليم ابن سليمان عندما أعطى الدكتور محمد الشيخ بيد الله، وزير الصحة السابق، ظهر يوم الاثنين 12 دجنبر 2006 انطلاق أشغال بناء مستشفى متعدد التخصصات، وهو مشروع ممول من خزينة الميزانية العامة للدولة بقرض من جمهورية الصين الشعبية. فبعد أن عملت الشركة الصينية، التي اشترطت تشغيل يد عاملة صينية ورفضت تشغيل الطاقات الشابة المحلية في البناء، على إتمام المشروع في فترة زادت على السنة، غادر عمال الشركة الصينية المستشفى دون أدنى مراقبة من طرف الجهات المعنية بدفتر التحملات، وظلت بناية المستشفى مغلقة لأزيد من سنتين. وسبق لممثل شركة «كوبلانات» الصينية المكلفة بإنجاز المشروع أن صرح لوسائل الإعلام المحلية، لحظة وضع الحجر الأساسي للمشروع، بأن الشركة استقدمت مهندسا معماريا متخصصا والعشرات من التقنيين الصينيين وأنها ستعتمد على يد عاملة محلية (حوالي مائة)، وأن الشركة ستعتمد آليات صينية جد متطورة، لضمان إنجاز المشروع بالمواصفات وفي الوقت المحددين في دفتر التحملات. وأضاف حينها أن هناك خمسة مستشفيات شبيهة ستنجز خلال مدة 28 شهرا المتفق عليها، وستنجز المستشفيات بكل من مدن الفنيدق وبرشيد وخميس الزمامرة وأولاد تايمة وغرسيف. وعلمت «المساء» من مصدر طبي أن لجنتين وزاريتين زارتا المستشفيين القديم والجديد، ووقفت على مدى تدهور البنية التحتية للمستشفى القديم وعدم استجابته لأدنى معايير وشروط الصحة والاستشفاء. من جهته، أكد مندوب الصحة أنه راسل الجهات المعنية مركزيا، وأنه استغرب لحظة تعيينه، مؤخرا، على رأس المندوبية حالة المستشفى، وعدم إبلاغ المسؤولين بوضع المستشفى الوحيد في الإقليم. وأوضح المندوب في تصريح ل«المساء» أن تقريري اللجنتين الوزاريتين خلصا إلى ضرورة وضع دراسة مستعجلة لإصلاح المستشفى الجديد، والتحقيق مع الشركة الصينية التي لم تحترم دفتر التحملات، مؤكدا أن الدراسة تمت وأن المندوبية تنتظر صرف الغلاف اللازم من أجل إصلاح المستشفى الجديد.