برمجت القناة الأولى، مساء الثلاثاء الماضي، الفيلم المغربي «ريحْ الشّقا»، الذي أخرجه محمد أوماعي وقام ببطولته كل من بشرى إيجورك، سعيد أوقدار، أنيسة الدرازي ومحمد مومو، ويناقش جدلية الحب والانتقام، التي كانت محورَها الخادمة «ليلى»، التي تقع في حب «عزيز»، ابن صاحب المنزل الذي سيكون مجبَرا على الزواج من فتاة أخرى. وبصرف النظر عن القيمة الفنية لهذا العمل التلفزيوني، وهي الوظيفة المنوطة ب«نُقّادنا»، طرَح بث هذا الفيلم نقاشا خفيّا داخل مديريتَي البرمجة والإنتاج، تتمثّل أولى نُقَطه في أن هذا العمل أُنتج وصُور في نهاية سنة 1999 وبداية 2000.. ما يعني -بكل بساطة- أن عمر هذا العمل تجاوز أكثر من 10 سنوات، وهذا يجعل السؤال حول سر هذه البرمجة الغربية مشروعا، إذ إن انتظار عشر سنوات كاملة قبل أن يبرمَج العمل شيءٌ غير مقبول، اللهم إذا كانت للعمل حساسية سياسية أو مجتمعية أو أخلاقية أو دينية، وهو الشيء غير «الحاضر» في العمل!.. حسب ما جاء في الفيلم، وزكّاه مصدر حضر كواليس التصوير. ثاني الملاحظات أن العمل قُدِّم على أساس أنه من الأعمال «الجديدة»، على الرغم أن عمره قد تجاوز العقد من الزمن، والأدهى من ذلك أن العمل أُدرج في كُتيّب الشركة تحت خانة «أفلام تلفزيونية معاصرة»! إلى جانب أعمال جديدة، من بينها أفلام «اللجنة» ليوسف فاضل، و«الرحلة». لبوسلهام الضعيف، و«رياض المعطي» و«توتُّر» لحكيم النوري، و«المطمورة» لحسن بنجلون. وبعيدا عن سر هذه البرمجة «الغريبة»، ذكر مصدر حضر كواليسَ التصوير أن العملية لم تعرف نهايتَها العادية، إذ توقف التصوير قبل عدة سنوات وأُشعِر الممثلون بتأجيل التصوير إلى أجَل غير مسمى، إلا أن العديد من الممثلين فوجئوا ببرمجة العمل في القناة الأولى، مع بقاء السؤال حول مصير العديد من المَشاهد التي كان من المنتظَر أن تُصوَّر. وفي سياق متصل، أضاف المصدر أن الجهة المنتجة قدّمت المنتوج للقناة الثانية، وفق صيغة عمل جهاز للبث (pad)، إلا أن الأخيرة رفضت العمل، لاعتبارات قيل -حينذاك- إنها مرتبطة بمشاكل تقنية عديدة تحول دون عرض العمل التلفزيوني. وبعد سنوات، عمدت القناة الأولى إلى «تبني» المشروع وإلى اقتنائه من الجهة المنتِجة وتقديمه للمشاهد المغربي على أنه منتوج مغربي «جديد»، على الرغم من التباين الصارخ بين ملامح الممثلين المشاركين في العمل بين «الأمس» و«اليوم».. من بينهم الممثل عبد الله العمراني، الذي بدا في الفيلم غير العمراني، الذي نتابعه في السنوات الأخيرة!... وفي تعليقه على الخطوة، اعتبر المصدر أن برمجة هذا العمل دون الإشارة إلى أنه منتوج «أكبر سِنّاً» من الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة نفسِها، على اعتبار أنها ظهرت قانونيا في سنة 2005، ينطلي على «تحايل» على المُشاهِد ويحرم العديد من الإنتاجات المغربية من الحق في المرور في وقت الذروة الرمضانية، التي يتم التنافس حولها. وجدير بالذكر أن القناة الأولى أنتجت في السنوات الأخيرة العديد من الأعمال التلفزيونية دون أن تُبَثّ، على الرغم من مضي سنوات على إنتاجها، من بينها سلسلة «مادموزيل كاميليا» لنرجس النجار، ومسلسل «الغريب» لليلى التريكي...