حصدت حلوى من نوع «كرواصة» روحَ أحد السائقين، يقطن بجماعة «تامصلوحت»، التي تبعد عن مدينة مراكش بحوالي 18 كيلومترا، بينما دخل اثنان، رجل وامرأة، في حالة احتضار في مستشفى محمد السادس في المدينة الحمراء، بعد تناولهما «كرواصة» مسمومة يوم الثلاثاء الماضي. وحسب معلومات حصلت عليها «المساء» من مصادر عليمة، فإن السائق الذي يبلغ من العمر حوالي 53 سنة، لفظ أنفاسه الأخيرة في المستشفى، بعدما نُقل من مستوصف «تامصلوحت» صوب المدينة الحمراء، ليودع في آخر المطاف بمستودع الأموات، قبل أن يتم تشريح جثته، لمعرفة تفاعلات الحلوى في جسمه. وأوضحت مصادر «المساء» أن اثنين من ضحايا هذا النوع من الحلوى يحتضران، بعدما وصلت حالتهما إلى درجة الخطر في مستوياتها القصوى، مشيرة إلى أن الأعراض التي ظهرت على ضحايا ال«الكرواصة» تثير شكوكا لدى المراقبين. وتمثلت الأعراض التي ظهرت على بعض المصابين بالتسمم، الذين فاق عددهم ال130 شخصا، أغلبهم من نواحي مدينة مراكش، وتحديدا من جماعة «تامصلوحت» القروية، في صداع شديد في الرأس وألم قوي في المفاصل، دون الشعور بألم في البطن، الأمر الذي جعل البعض يُفسِّر الإصابات بانتشار وباء «المينانجيت»... وقد بدأ الحادث الذي أثار الهلع في الشارع المراكشي عندما سقط يوم الأربعاء الماضي 46 شخصا، إثر إصابتهم بتسمم في حي سيدي أيوب في درب العرصة، مقاطعة باب أغمات، بعد أن تناولوا «كرواصة» محشوة ب«الكْرِيمْ» في إفطار يوم الثلاثاء. وأحس هؤلاء -ومنهم أطفال صغار ونساء وشيوخ- بحالة من الغثيان وبحركة غير عادية في أمعائهم صباح الأربعاء، قبل أن يتوالى سقوطهم واحدا تلو الآخر، جراء الآلام الشديدة الذي ألمّت بهم في بطونهم، ليتم نقلهم على وجه السرعة إلى مستشفى ابن زهر «المامونية». وتقول مصادر من عين المكان، في اتصال ب«المساء»، إن المتضررين اقتنوا هذه الحلوى من محل عبارة عن محلبة في ملك شخص يدعى (ح. ط.)، الذي يجلبها بدوره من فرن في حي «القصبة». وتضيف هذه المصادر أنه من المحتمَل أن يكون هناك ضحايا آخرون في أحياء مجاورة. وقد علمت «المساء»، من مصادر عليمة، أن رجال السلطات المحلية، رفقة ممثلين عن مراقبة المواد الغذائية في المدينة، انتقلوا إلى المحل الذي يروج هذه الحلوى المسمومة وقاموا بإغلاقه، بينما يتم التحقيق مع صاحب المحل، لمعرفة مكونات وظروف صناعة الحلوى «القاتلة». وفي جماعة «تامصلوحت»، التي تبعد عن مدينة مراكش بحوالي 18 كيلومترا، ارتفع عد ضحايا الحلوى، التي فقدت حلاوتها وتحولت إلى مادة تسمم مستهلكيها، إلى 84 ضحية.. نُقل أغلبهم إلى مدينة مراكش من أجل تلقي العلاج، بعدما لم تنفع الإسعافات الأولية التي قُدِّمت لهم في مستوصف الجماعة القروية. وقد عاشت الأسر التي تسمم أغلب أفرادها أو بعضهم حالة من الهلع والخوف الشديد على أقاربهم، بعدما تطورت حالتهم الصحية إلى ما يشبه حالة احتضار.