«أحسست بشيء يجذبني بقوة إلى هذا المكان، فقررت أن أسلم»، بهذه العبارة أعلن كرماني سجاد محمود لزملائه عن قرار اعتناقه الإسلام. الشيء الذي كان بمثابة الدفعة القوية التي دفعت الإنجليزي وعائلته إلى الإسراع بالعيش في رحاب الدين الإسلامي، فهو يستمع إلى تلاوة القرآن الكريم في صلاة التراويح بمسجد الكتبية بمدينة مراكش، بعدما دأب رفقة عائلته على الجلوس بالقرب من المسجد، الذي أمر الخليفة الموحدي عبد المؤمن بن علي ببنائه، خلال النصف الثاني من القرن الثاني عشر الميلادي، للاستماع إلى المقرئ وديع شاكر، وهو يتلو آيات الذكر الحكيم في صلاة تراويح شهر رمضان المبارك، ليقرر هذا الإنجليزي من أصل باكستاني إعلان إسلامه الأسبوع الماضي، ويقنع زوجته المسيحية وابنه باعتناق الإسلام يومين بعد ذلك. وقد أعاد الزوجان كتابة عقد زواجهما وفق الدين الإسلامي وقطعا مع ما تبقى من مرحلة ما قبل الإسلام. وقد اختار كرماني سجاد بعد إسلامه أن يطلق على نفسه اسم «محمود»، أما زوجته الإنجليزية «جوان لويز أشمان»، فاختارت اسم «صفية»، وأطلق على ابنه اسم «ساجد»، ليصل مجموع من اعتنق الإسلام بمسجد الكتبية خلال هذا الشهر الفضيل إلى سبعة أجانب. ويشرف على إسلام هؤلاء الأجانب أعضاء من المجلس العلمي بمدينة مراكش. قبل اعتناقه الإسلام، لم يكن محمود يعتنق أي دين، أما زوجته فكانت مسيحية. محمود قدم رفقة عائلته إلى مدينة مراكش من أجل قضاء العطلة الصيفية، وتقيم الأسرة بمنزل في ملك أخ الزوج بالمدينة الحمراء. لكن جولاته داخل مدينة النخيل قادته إلى مسجد الكتبية الشهير، فاسترعى انتباهه الحشد الكبير من المصلين، الذين يفوقون، حسب رئيس اللجنة التنظيمية، 30 ألف مصل، يتراصون في صفوف أعجب بها المسلم الجديد، وهي صفوف تملأ المسجد وساحته وجميع جنباته. هذه المشاهد التي راقبها محمود وعائلته، دفعت به إلى منقاشتها مع أصدقائه المراكشيين، الذين أوضحوا له أن ذلك جزء بسيط من الدين الإسلامي، فيما أخبرهم بأن هذه الأجواء الإيمانية لم يلحظها أو يحسها في بلد إقامته إنجلترا. ليتخذ في النهاية قرار الدخول في الإسلام، وسط تصفيقات وتكبير المصلين. قبل هذه الأسرة الإنجليزية أسلم أربعة أفراد بنفس المسجد، وهم بلجيكية وثلاثة فرنسيين. إذ أسلمت في اليوم الخامس من رمضان شابة بلجيكية تبلغ من العمر 23 سنة، دأب زوجها المغربي على اصطحابها معه إلى صلاة التراويح بالمسجد الشهير، فشعرت حينها، كما يقول نفس المصدر، بجلال القرآن في تلاوة المقرئ الشاب وديع شاكر، المُعين هذه السنة بمسجد الكتبية، والذي يتقن أربع روايات في قراءة القرآن، لتقرر الدخول في هذا الدين العظيم. ثم توالى بعد ذلك إسلام ثلاثة فرنسيين من أعمار مختلفة، أحدهم متزوج بمغربية.