حضر كل ما لذ وطاب في وجبة الإفطار، التي أقامها حزب التجمع الوطني للأحرار، أول أمس، على شرف حوالي 500 شخص، لكن غاب “الدسم” من وجبة الموضوع، الذي من أجله التأم الحاضرون في ذلك المساء. ففي الوقت الذي كان يعتقد الملتئمون أن يقدم صلاح الدين مزوار، رئيس الحزب، تفاصيل الوثيقة التي قدمها التجمع الوطني للأحرار والاتحاد الدستوري إلى اللجنة الاستشارية للجهوية وكشف مختلف الاقتراحات التي تقدم بها الحزان لإنجاح هذا المشروع، فضل المنظمون إلقاء أربعة عروض تتعلق بإشكالية التعليم ومشاكل البنيات التحتية بالجهات، إضافة إلى التطرق لقطاعي الصحة والهندسة. وقال مزوار، في كلمة تقديمية للقاء، “ إنه لحدود اليوم، لم يجب أي حزب سياسي عن مشاكل الجهوية بكل تفاصيلها، وأن التجمع الوطني للأحرار والاتحاد الدستوري هما الحزبان الوحيدان في المغرب اللذان تقدما بوثيقة مشتركة للجنة الاستشارية للجهوية تعكس المشروع المشترك للحزبين”. وأضاف رئيس الحزب، في اللقاء الذي اختير له كشعار “رهانات وآفاق الجهوية: كيف يمكن تعبئة النخبة المغربية للإشهام في تدبير الشأن الجهوي”، أن مشروع الجهوية لا يتعلق بأمور تقنية صرفة، توضع له شروط معينة لكي ينجح، بل إن الأمر أكبر من ذلك، يقول مزوار، فالأمر يتعلق بتأهيل المكون البشري، وهو صلب فلسلفة الجهوية. واعتبر مزوار أن مشروع الجهوية مدخل لإعادة هيكلة الدولة، ولا يعني فقط إعادة التقسيم الترابي وإعادة توزيع الصلاحيات والسلطات التدبيرية، بل يذهب أبعد من ذلك، يقول مزوار، إلى مستوى أكثر عمقا ولديه ارتباطا بكينونة وهوية الدولة المغربية.