أثار حضور وزراء ونواب وأعضاء من المكتب التنفيذي لحزب التجمع الوطني للأحرار لاجتماع نظمته حركة لكل الديمقراطيين، التي يرأسها فؤاد عالي الهمة، جدلا واسعا في صفوف حزب الأحرار. وطالب أعضاء اللجنة المركزية بمحاسبة كل من «صلاح الدين مزوار ورشيد الطالبي العلمي ونعيمة فرح لحضورهم اجتماعا لحركة الهمة وغيابهم عن اجتماع رؤساء المجالس الجماعية والجهات الذي نظمه الحزب يوم السبت الماضي، تزامنا مع ندوة الهمة. وكان عدد من أعضاء اللجنة المركزية للحزب احتجوا، خلال اجتماع عقد الأحد بالرباط، على غياب عدد من وزراء الحزب وأطره عن اجتماعات الحزب وحضورهم لاجتماعات حركة الهمة، خاصة الاجتماع الثاني «لرؤساء المجالس الجماعية والجهات»، وهو الاجتماع الذي عقد يوم السبت وترأسه مصطفى المنصوري، رئيس الحزب، وحضره حوالي 650 مستشارا ورئيسا جماعيا ونائب رئيس مدينة، فيما غاب عنه وزراء الحزب باستثناء محمد عبو، الوزير المكلف بتحديث القطاعات العامة. واستنادا إلى بعض المصادر، فقد غاب عن اجتماع الحزب كل من محمد بوسعيد، وزير السياحة والصناعة التقليدية، وصلاح الدين مزوار، وزير المالية، وأنس بيرو، كاتب الدولة في الصناعة التقليدية، وعزيز أخنوش، وزير الفلاحة، ورشيد الطالبي العلمي، رئيس بلدية تطوان، وأمينة بنخضرا، وزيرة الطاقة والمعادن، فيما لم تحضر نوال المتوكل، وزيرة الشباب والرياضة، إلا في حدود الساعة الخامسة مساء. وقد أثار موضوع الغيابات حفيظة المستشارين الذين احتجوا لدى مصطفى المنصوري، رئيس الحزب، الذي أكد أن أعضاء الحزب من الوزراء لديهم التزامات رسمية في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، مشيرا إلى أنهم سيحضرون فور انتهائهم من مهامهم. وذكرت بعض المصادر من الحزب، فضلت عدم ذكر أسمائها، أن التلفزيون فضح رئيس الحزب عندما نقل صور وزراء التجمع الوطني للأحرار وبعض أعضائه في المقاعد الأمامية خلال الندوة التي عقدها فؤاد عالي الهمة، رئيس حركة لكل الديمقراطيين، بمنطقة «العرجات»، حيث حضر كل من رشيد الطالبي العلمي الذي يعتبر من مؤسسي حركة الهمة، وصلاح الدين مزوار ونعيمة فرح، عضو المكتب التنفيذي ومستشارة جماعية بجماعة عين الشق. وتدارس أعضاء اللجنة المركزية، التي عرفت عدة احتجاجات، نقطا كثيرة، من بينها مسألة الغيابات والاستوزار باسم الحزب، حيث ما يزال استوزار كل من أمينة بنخضرا ونوال المتوكل وعزيز أخنوش باسم التجمع الوطني للأحرار، الذي لم يكونوا ينتمون إليه، يثير حفيظة أعضاء الحزب، بالإضافة إلى ما أسماه بعض المتدخلين ب«المحسوبية في انتقاء أعضاء دواوين الوزراء». إلى ذلك، أكد صلاح الدين مزوار، في تدخل له في إطار نقطة نظام، أنه لم يقدم طلبا إلى رئيس الحزب مصطفى المنصوري من أجل الاستوزار، وأضاف أن حزب التجمع الوطني للأحرار هو حزب إداري منفتح، مقترحا نفسه كوسيط بين الحزب وحركة لكل الديمقراطيين التي يرأسها فؤاد عالي الهمة. وقد أثار تدخل مزوار عددا من أعضاء اللجنة المركزية، ضمنهم محمد أوجار الذي رد عليه. وذكرت بعض المصادر أن التجمع الوطني للأحرار يعيش صراعا داخليا كبيرا نتيجة «عودة الحرس القديم إلى السيطرة على صناعة القرار داخل الحزب». وأضافت المصادر ذاتها أن هذه العودة تترجمها عدة معطيات، ضمنها اقتراح الحافيظي العلوي، رئيس فريق الحزب بالبرلمان ورئيس لجنة التشريع والمحسوب على التيار القديم، لرئاسة لجنة المحاسبة، في الوقت الذي يمنع فيه القانون الداخلي للحزب على الأعضاء القياديين الجمع بين أكثر من مهمة.