لم يستسغ الصحفيون والتقنيون والعاملون بصحافة حزب التقدم والاشتراكية القرار الأخير الذي اتخذته قيادة الحزب والقاضي بتعيين مدير تحرير جديد في شخص الصحفي إدريس العيساوي. وكان إدريس العيساوي قد عمل بعدة مؤسسات إعلامية مثل يومية «الصباح» ويومية «الصحراء المغربية»، كما عمل إلى جانب الحبيب المالكي بالمجلس الوطني للشباب والمستقبل خلال سنوات التسعينيات من القرن الماضي. وقالت مصادر مطلعة في اتصال مع «المساء» إن استياء شبه عام يسود صحافة حزب التقدم والاشتراكية بعد أن عمدت قيادة الحزب إلى تعيين إدريس العيساوي مديرا للتحرير خلال الفترة التي كان فيها عدد من الصحفيين والعاملين في الجرائد التابعة للحزب في عطلة، مضيفة أنه كان من المفترض استشارة العاملين في صحافة الحزب قبل اتخاذ القرار المذكور. وأشارت المصادر ذاتها إلى أن إدريس العيساوي لم يكلف برئاسة التحرير ولا بإدارة النشر، وإنما تم تعيينه مديرا للتحرير، مضيفة أن هذا القرار ستكون له تبعات في المستقبل، وبأن التوتر داخل صحافة الحزب ستحتد في حالة عدم تدخل قيادة الحزب للتخفيف منه. وأضافت المصادر ذاتها أن هذا التغيير، الذي تم الإقدام عليه في فصل الصيف، يأتي بعد أن انسحب مؤخرا الصحفي علال المالح من مجلس تسيير الشركة المصدرة ل«بيان اليوم» و«البيان» بالفرنسية بعد خلافات مع العضوين الآخرين بنفس المجلس، وهما محمد قاوتي ومحتات الرقاص. ومن جهة أخرى، كشفت المصادر ذاتها عن حجم الديون المتراكمة على صحافة حزب التقدم والاشتراكية، مشيرة إلى أن الديون المستحقة للصناديق الاجتماعية مثل الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي بلغت ملايين السنتيمات، فضلا عن عدم تسوية المستحقات الخاصة بالصندوق المغربي المهني للتقاعد، بالرغم من أن الاقتطاعات من أجور العاملين بصحافة الحزب تتم منذ عام 1998، وهو الأمر الذي يهدد مصير عدد من العاملين بالشركة، خاصة أن بعضهم مقبل على التقاعد في غضون عام أو عام ونصف ولم تسو بعد وضعيتهم إزاء الصناديق الاجتماعية. وقدمت المصادر ذاتها كمثل على ذلك ثلاثة عاملين بصحافة الحزب حصلوا على التقاعد هذه السنة، ولكنهم يعيشون أوضاعا مزرية جراء عدم تسوية وضعياتهم إزاء الصناديق الاجتماعية.