أعاد التوتر الجديد، الذي طرأ على العلاقة بين المغرب وإسبانيا، صورة خوصي ماريا أثنار، رئيس الحكومة الإسبانية السابق لولايتين متتاليتين بين عامي 1996 و2004، والرئيس السابق أيضا للحزب الشعبي اليميني المتشدد. فالزيارة المفاجئة، التي قام بها إلى مدينة مليلية المحتلة يوم أمس، للإعراب عن تضامنه مع سكانها ودعمهم في الأزمة التي نشبت في معبر بني أنصار، هي زيارة ذات أبعاد سياسية واضحة تهم الطرفين معا، الرباطومدريد. فبعد أن كاد هذا الرجل ينسى جاءت هذه الأزمة الأخيرة لكي تعطيه فرصة الظهور مجددا، في دعاية انتخابية سابقة لأوانها لفائدة الحزب الشعبي. أثنار لم ينس بعد النهاية التي اختتمت بها أزمة جزيرة ليلى عام 2002 مع المغرب. تلك الأزمة التي كادت تؤدي إلى مواجهة حقيقية بين البلدين. ولذلك رأى في الأزمة الجديدة بين الجانبين مناسبة لصب الزيت على النار والتحريض ضد المغرب، الذي كان بالنسبة إليه المعادلة الرئيسية في العلاقات الخارجية لحكومته. لذلك فإن زيارته من هذه الناحية كانت رسالة موجهة إلى المغرب. غير أن أثنار لم ينس أيضا بأن الحزب الاشتراكي العمالي، الذي يحكم اليوم في مدريد، اتخذ موقفا معقولا وغير متواطئ خلال أزمة الجزيرة قبل ثمان سنوات، بل زار رئيس الحزب آنذاك، رئيس الحكومة الحالية خوسي لويس زباثيرو، المغرب في أوج الأزمة وحظي باستقبال من قبل الملك محمد السادس، الأمر الذي أشعل نيران الغضب في صدر أثنار، الذي وجدها اليوم فرصة للانتقام من خلال التحريض من أجل إثارة أزمة بين الرباطومدريد، ومن هذه الناحية كانت زيارته لمليلية المحتلة رسالة إلى حكومة زباثيرو.