في خطوة مفاجئة ،قام الوزير الإسباني السابق خوصي ماريا أثنار أمس بزيارة مفاجئة الى مليلية. وقد عبر في تصريح أثناء زيارته عن تضامنه مع كل الذين يعيشون «لحظات صعبة» في إشارة الى الأمن والحرس المدني «الذين ينعتهم المغرب بالعنصريين» حسب ما أوردته الصحافة الإسبانية. وزار أزنار مناطق من مليلية المحتلة وفضاءات ذات طابع سياسي، كما أنه زار النقطة الحدودية بين مليلية المحتلة وبني انصار. وقد وصفت مصادر من الحزب الاشتراكي الزيارة بكونها تلاعبا ولعبا بالنار في قضية حساسة. وتأتي الزيارة عشية الزيارة الأخرى التي سيقوم بها وزير الداخلية الاسبانية الى بلادنا يوم الاثنين المقبل 23 غشت .. كما أنها تأتي بعد الانفراج الذي بدأ يلوح في الافق بين الرباط ومدريد. وقد شهدت الفترة التي تولى فيها أزنار مسؤولية الوزارة الأولى، قمة التوتر بين المغرب وإسبانيا ، حيث زار المدينةالمحتلة مرتين ، كما أنها كانت فترة أزمة جزيرة ليلى. من جهة أخرى، طالب مسؤول بالحزب الشعبي المعارض في إسبانيا باحتلال الممر الفاصل بين بني انصار ونقطة الحدود الوهمية مع مليلية المحتلة ، معتبرا أن حالة الاحتقان الحالية من شأنها أن تؤدي إلى مواجهة بين المغرب وإسبانيا . إستيبان غونزاليز المسؤول عن التواصل بالحزب الشعبي الذي يتزعمه ماريانو راخوي قام بزيارة إلى المدينة المغربية المحتلة، والتقى برئيس ما يسمى بحكومة مليلية وتوجه إلى نقطة الحدود الوهمية حيث ألقى تصريحات مناهضة للمغرب ولحكومة ثاباطيرو ، التي اعتبر أنها تخلت عن مهامها في الدفاع عن مليلية المحتلة ، وقال إن منطقة الحدود الوهمية تعيش حالة من التوتر الشديد . وتأتي تصريحات غونزاليز لتصب في نفس الاتجاه الذي ذهبت إليه مواقف السلطات الاستعمارية بمليلية وسبتة المحتلتين، والتي وجدت لها صدى لدى الحزب الشعبي حيث اغتنم الفرصة لتأجيج الوضع والدفع بمدريد إلى مواجهة جديدة مع الرباط . وفي هذا الإطار انتقد غونزاليز الزيارة التي يعتزم وزير الداخلية الإسباني ، ألفريدو بيريز روبالكابا ، القيام بها إلى المغرب يوم الاثنين القادم ، وقال إن عليه أن يزور مليلية المحتلة قبل الرباط والتعبير عن تضامنه مع رجال الشرطة والحرس المدني هناك، زاعما أنهم يتعرضون لإهانات متواصلة من طرف فعاليات المجتمع المدني بشمال المغرب ، في إشارة إلى الصور التركيبية التي تم وضعها بالقرب من نقطة الحدود الوهمية والتي تجسد رجال شرطة أياديهم ملطخة بالدماء ، احتجاجا على السلوك العنصري لهؤلاء ضد المغاربة. وقد انتقد الحزب الاشتراكي العمالي الحاكم وحزب اليسار الموحد تصريحات غونزاليز، معتبرا نها لا تحل المشكل وأنها مجرد استعراض للقوة غير مسؤول ، وأضافا أن طلب احتلال الممر المؤدي إلى نقطة الحدود الوهمية تصريح مستفز . وقد قام نشطاء مغاربة ليلة الثلاثاء باعتراض شاحنات كانت محملة بمواد غذائية إلى المدينة المغربية المحتلة ، حيث رفعوا الأعلام المغربية ورددوا شعارات ضد العنصرية والاعتداءات التي تطال المغاربة بنقطة الحدود الوهمية ، مؤكدين أنهم سيواصلون منع الشاحنات المحملة بالفواكه والخضر والأسماك من التوجه إلى مليلية المحتلة ، إلى غاية يوم السبت القادم . ومعلوم أن مليلية المحتلة تتزود بأهم ما تحتاجه من مواد أساسية من المدن المجاورة كالناضور. وتحسبا لاستمرار الحظر على دخولها، أعلنت الحكومة الإسبانية أن تزويد المدينة بما تحتاجه من مواد غذائية مضمون بغض النظر عن استمرار الحظر من عدمه.