أثارت الزيارة التي قام بها رئيس الحكومة الإسبانية الأسبق خوسي ماريا أثنار، اليوم الأربعاء، لمدينة مليلية "لدعم الشرطة الإسبانية" بهذا الثغر الذي يطالب المغرب باسترجاعه والسيادة عليه، جدلا سياسيا بين الحكومة والمعارضة اليمينية التي تحاول تأجيج الأزمة بين المغرب وإسبانيا والتي انفجرت على خلفية سوء معاملة قوات الأمن الإسبانية للمواطنين المغاربة بالمعبر الحدودي لبني انصار. وخلال هذه الزيارة المفاجئة لمدينة مليلية ندد رئيس الحكومة الإسبانية الأسبق بما أسماه "التحرش" الذي تخضع له مدينة مليلية في إشارة إلى الحملة التي يقوم بها نشطاء من المجتمع المدني المغربي للتعبير عن استياءهم من المعاملة التي يتعرض لها المواطنون المغاربة في المعابر الحدودية مع مليلية على يد أفراد الشرطة الإسبانية. وعلى الضفة الأخرى لمضيق جبل طارق شكلت هذه الزيارة مناسبة لتجدد التراشق بين الحزب الاشتراكي الحاكم والحزب الشعبي المعارض الذي شدد على دعمه لزيارة أثنار لمدينة مليلية رغم تأكيده على أنها زيارة خاصة لرئيس حكومة أسبق ولمواطن إسباني "لمنطقة إسبانية"، كما جاء على لسان الأمينة العامة للحزب الشعبي ماريا دولوريس دي كوسبيدال. لكن كوسبيدال استغلت هذه الزيارة، التي كانت قيادة الحزب الشعبي على علم بالتحضير لها دون إشعار الحكومة بذلك، لمهاجمة هذه الأخيرة ونعتها بالتقصير في الدفاع عن مدينة مليلية وعن سكانها الذين يتعرضون إلى "تحرش غير مقبول" من طرف المغاربة حسب قولها. وطالبت كوسبيدال كلا من وزير الداخلية ألفريدو بيريث روبالكابة ووزير الخارجية ميغال أنخيل موراتينوس بالمثول أمام البرلمان لتقديم توضيحات حول الأحداث الأخيرة التي وقعت على الحدود بين المغرب ومدينة مليلية. ولم يتأخر رد الحكومة والحزب الاشتراكي كثيرا حيث وصف وزير التجهيز خوسي بلانكو زيارة أثنار لمدينة مليلية ب"الخيانة للحكومة ولإسبانيا" مؤكدا أن السلطات الإسبانية تقوم بجهود كبيرة لاحتواء الأزمة مع المغرب في أقرب وقت ممكن. وفي بلاغ له اتهم الحزب الاشتراكي غريمه السياسي، الحزب الشعبي، ب"صب الزيت على النار"، ووصف أمينه العام المساعد المكلف بالاتصال، إستيبان غونثاليث بونس، الذي زار مليلية قبل أثنار ب48 ساعة، ب"موقد الفتن".