إسرائيل تستهدف قياديا في "حزب الله "    معرض الفرس بالجديدة يواصل جذب الزوار.. و"التبوريدة" تلقى متابعة واسعة    جمارك عبدة تحرق أطنانا من المخدرات    محنة النازحين في عاصمة لبنان واحدة    هل تغيّر سياسة الاغتيالات الإسرائيلية من معادلة الصراع في الشرق الأوسط؟    بايتاس يُشيد بالتحكم في المديونية    انضمام المغرب إلى الاتحاد الإفريقي و"طرد البوليساريو".. مسارات وتعقيدات    مشفى القرب بدمنات يواجه أزمة حادة    طرائف وحوادث الإحصاء    "النملة الانتحارية".. آلية الدفاع الكيميائية في مواجهة خطر الأعداء    بذل عمل جديدة لعناصر الجمارك "توضح تراتبية القيادة" شبه العسكرية    فاتح شهر ربيع الآخر 1446 ه يوم السبت 5 أكتوبر 2024    بايتاس: الحكومة تتابع عن كثب أوضاع الجالية المغربية المقيمة بلبنان    المياه المعدنية "عين أطلس" لا تحترم معايير الجودة المعمول بها    رسميا: فيفا يعلن عن موعد انطلاق مونديال كرة القدم سيدات تحت 17 في المغرب    الحسيمة.. عائلة من افراد الجالية تتعرض لحادثة سير خطيرة على طريق شقران    توقعات أحوال الطقس ليوم غد الجمعة    إسبانيا على وشك خسارة استضافة مونديال 2030 بعد تحذيرات الفيفا    أسعار النفط العالمية ترتفع ب 5 في المائة    الملك يهنئ رئيس الحكومة اليابانية الجديدة    "مجموعة العمل من أجل فلسطين": الحكومة لم تحترم الدستور بهروبها من عريضة "إسقاط التطبيع" ومسيرة الأحد تؤكد الموقف الشعبي    مومن: قائمة المنتخب المغربي منطقية    بايتاس: الحكومة تتابع عن كثب أوضاع الجالية المغربية المقيمة بلبنان        مشروع هام لإعادة تهيئة مركز جماعة "قابوياوا"    "درونات" مزودة بتقنية الذكاء الاصطناعي لمراقبة جودة البناء    الركراكي: الانتظام في الأداء أهم المعايير للتواجد في لائحة المنتخب المغربي    فتح باب الترشيح لجائزة المغرب للكتاب 2024    الركراكي يساند النصيري ويكشف هوية قائد المنتخب    حملة الانتخابات الرئاسية الأميركية تدخل شهرها الأخير    أخبار الساحة        أعترف بأن هوايَ لبناني: الحديقة الخلفية للشهداء!    مهرجان سيدي عثمان السينمائي يكرم الممثل الشعبي إبراهيم خاي    قراصنة على اليابسة    مقاطع فيديو قديمة تورط جاستن بيبر مع "ديدي" المتهم باعتداءات جنسية    عبد اللطيف حموشي يستقبل المستشار العسكري الرئيسي البريطاني للشرق الأوسط وشمال إفريقيا    استدعاء وزراء المالية والداخلية والتجهيز للبرلمان لمناقشة تأهيل المناطق المتضررة من الفيضانات    "جريمة سياسية" .. مطالب بمحاسبة ميراوي بعد ضياع سنة دراسية بكليات الطب    بسبب الحروب .. هل نشهد "سنة بيضاء" في تاريخ جوائز نوبل 2024؟    جائزة نوبل للسلام.. بين الأونروا وغوتيريس واحتمال الإلغاء    إطلاق مركز للعلاج الجيني في المملكة المتحدة برئاسة أستاذ من الناظور    مؤتمر علمي في طنجة يقارب دور المدن الذكية في تطوير المجتمعات الحضرية    الذكاء الاصطناعي والحركات السياسية .. قضايا حيوية بفعاليات موسم أصيلة    القطب الرقمي للفلاحة.. نحو بروز منظومة فلاحية رقمية فعالة        وقفة أمام البرلمان في الرباط للتضامن مع لبنان وغزة ضد عدوان إسرائيل    مندوبية طنجة تعلن عن منع صيد سمك بوسيف بمياه البحر الأبيض المتوسط    المغرب يشرع في فرض ضريبة "الكاربون" اعتبارا من 2025    مستقبل الصناعات الثقافية والإبداعية يشغل القطاعين العام والخاص بالمغرب    مغربي يقود مركزاً بريطانياً للعلاج الجيني    الرياضة .. ركيزة أساسية لعلاج الاكتئاب    الزاوية الكركرية تواصل مبادراتها الإنسانية تجاه سكان غزة    دراسة: التلوث الضوئي الليلي يزيد من مخاطر الإصابة بالزهايمر    القاضية مليكة العمري.. هل أخطأت عنوان العدالة..؟    "خزائن الأرض"    موسوعة تفكيك خطاب التطرف.. الإيسيسكو والرابطة المحمدية للعلماء تطلقان الجزئين الثاني والثالث    اَلْمُحَايِدُونَ..!    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



السائق السابق للسفير الإسباني يعتزم مقاضاة السفارة
اتهم مسؤولي السفارة باحتجازه في قبو السفارة
نشر في المساء يوم 17 - 08 - 2010

يعتزم نور الدين بنهمو، السائق السابق للسفير الإسباني في المغرب، لويس بلاناس، رفع دعوى قضائية ضد السفارة الإسبانية، من أجل تعويضه عن الطرد التعسفي
الذي تعرض له، بعد 18 سنة من العمل. وأكد بنهمو، في حوار مع «المساء»، أنه لم يقدم استقالتَه، كما سبق للسفارة الإسبانية أن أوضحت

للجريدة، بل وقَّع على استقالته تحت التهديد والإكراه، بعد احتجازه لمدة ست ساعات في قبو السفارة والتحقيق معه حول المعلومات

التي يعرفها عن السفير وأبلغها لزميل له في العمل.

- سبق أن أكدت أنك ضحية طرد تعسفي من لدن السفارة الإسبانية في المغرب، ما هي ملابسات هذا الملف؟

عندما عُين السفير الإسباني لويس بلاناس في المغرب، والذي كان يعمل مفتشا للشغل في إسبانيا لسنوات طوال وتقلد مسؤوليات أخرى، علَّق عليه العاملون في السفارة الكثيرَ من الآمال من أجل تحسين وضعيتهم المادية، لكن العكس هو الذي حصل بالنسبة إلي في البداية، إذ إنه إضافة إلى عملي الرسمي، أصبحت سائقا لأولاده وزوجته وأفراد عائلته وأصدقائه الذين يقصدون المغرب بهدف السياحة، إلى جانب العمل المتواصل أيام السبت والأحد وأيام الأعياد، دون أي تعويض عن الساعات الإضافية.. هذا الوضع لم يكن يرضي نائبه السابق الوزير المفوض خورخي دوميك، الذي كان رجلَ قانون، لأنه كان يتصل بي لمرافقة شخصية رسمية ويجدني رفقة أولاد السفير، وهذا ما جعله يؤكد لي أنني أعمل لدى السفارة وليس مع السفير، وأنه يتعين، في نظره، على السفير تشغيل سائق خاص به وبأسرته وأصدقائه، ولما أخبرت بلاناس بما قاله لي دوميك، قال لي: «أنا «استعرتك» فقط من الإدارة»!..

ظل الأمر كما هو: ساعات عمل طويلة، دون تعويض فأخبرت المسؤولة النقابية بالأمر، فبدأت آخذ عطلة مقابل الساعات الإضافية، ولم يرق هذا الأمر للمسؤولين، خاصة نائب السفير الذي قال لي: «أنت لديك ساعات عمل مع السفارة، أما ما تقوم به لصالح السفير وأولاده فلا يمكن اعتباره ساعات عمل».

استمر الوضع هكذا إلى حين اقتراب رحيل دوميك، نائب السفير إلى منصب جديد في جبل طارق، فطلب منه دبلوماسيون أن يحدد طبيعة مهامي، قبل رحيله، تجنبا لأي مشكل محتمَل، وهو ما دفعهم إلى تعييني سائقا رسميا للسفير، إلى جانب سائق آخر، فصرتُ أتناوب مع زميلي على العمل، حيث كنت أعمل سبعة أيام وآخذ عطلة يومين لأستأنف عملي، فطلبت منهم أن يراجعوا أيام العطل، فتحولت العطلة إلى ثلاثة أيام بعد سبعة أيام من العمل، وهكذا أصبحت أعمل لمدة أسبوع وأرتاح ثلاثة أيام، لأستأنف العمل داخل المكتب في انتظار دوري في العمل كسائق مع بداية كل أسبوع.

دفع هذا التقنين لعملي السفيرَ إلى تشغيل سائق لأسرته، وهو ما كلفه مصاريف إضافية، فأخذ يعاملني بطريقة تمييزية، إذ إنه كلما صرفت منحة للعاملين، أتلقى نصف قيمتها الحقيقية، وعندما أسأل عن سبب ذلك، يقال لي إن السفير هو الذي أمر بذلك، بينما هناك من يقول أن الأمر لا يعدو أن يكون خطأ.

انعكست هذه الطريقة في التعامل سلبا على نفسيتي، ما جعلني أطلب العمل داخل المكتب عوض السياقة، فكان طلبي يقابل بالرفض.

- سبق أن صرحت بأن السفير قد حضر لقاءات مع انفصاليي الداخل أو أعضاء من جبهة البوليساريو، ما حقيقة ذلك؟

في نهاية سنة 2008، حضر السفير اجتماعا في فندق برشلونة في الدار البيضاء وكان يرافقه نائبه الوزير المفوض والمستشار السياسي، وبعدما رن الهاتف قال إنني سأكون جاهزا بعد عشرين دقيقة، وعند وصولنا دخل الفندق مسرعا إلى درجة أنني لم أستطع أن أسأله عما إذا كان علي أن أنتظره أمام الفندق أم أقوم بجولة في المدينة وأعود بعدها، وبعدها لاحظت سيارة رئيس قسم المخابرات في السفارة متوقفة أمام باب الفندق، رغم أن عملهما مختلف. بعد نصف ساعة، اتصلت بالسفير لأعرف ماذا أفعل؟ فوجدت هاتفه مغلقا، فسألت مستخدَم الفندق فأخبرني بأن السفير في اجتماع ولا يرغب في أي إزعاج.

في تمام العاشرة والنصف ليلا، رأيته في الفندق رفقة أربعة أشخاص بلباس صحراوي يودعونه، وظل معهم رئيس المخابرات، في حين غادر السفير. وأثناء عودتنا، سأله نائبه عمن يكون الشخص الذي كان يتحدث معه على انفراد، فأخبره بأنه من عائلة «التامك».

بعد عودتنا، حكيت لزميلي السائق ما حدث من لقاء الصحراويين بالسفير، فقام بإبلاغ السفير، حسب ما فهمت، لأن السفير غيَّر تعامله معي، فلم يعد يتحدث أمامي، وأصبح كلما تحدث معه أحد يقول له حتى أتحدث معك من الهاتف الأسود «telefono negro»!...

- ألا يعتبر ما قمت به خطأ مهنيا لكونك أفشيت سرا من أسرار العمل؟

أنا لم أقصد ذلك، بل إن غيرتي على وطني هي ما جعلني أتحدث مع زميلي في العمل، لأنني لم أُطقْ ما حصل، ولم أكن أعرف أنه سيبلِّغ عني، لم أقصد التجسس عليه أو شيئا من هذا القبيل، بل لأنني سائقه فإنني أسمع في كثير من الأحيان ما يدور بينه وبين مخاطبيه، فمثلا إبان زيارة ولي العهد الإسباني فيليب لمدينة مراكش رفقة موارتينوس، وزير الخارجية الإسباني، كنت رفقة السفير وهاتفه وزير الشؤون الخارجية والتعاون الطيب الفاسي الفهري، وكانت طريقة الحديث متوترة، إذ يبدو من المكالمة أن الفاسي الفهري منزعج جدا، إبان الحديث عن الزيارة التي قام بها الملك خوان كارلوس، رفقة زوجته، إلى كل من سبتة ومليلية المحتلتين.

كان السفير يحاول شرح موقفه للفاسي الفهري، وبمجرد ما أنهى السفير مكالمته، نعت وزيرَ الخارجية المغربي بكلام نابٍ عندما كان يتحدث للملحق الصحافي الذي كان برفقتنا...

- عملت في السفارة لمدة 18 سنة، ألم تُعانِ من مشاكل في العمل من قبل مع بعض السفراء؟ وألم يكن السابقون بدورهم مؤيدين لأطروحات البوليساريو؟

لقد عملت لمدة 18 سنة مع المصالح الإسبانية في المغرب، وبدأت عملي بمقر سكنى المستشار السابق فرناندو موران، ثم انتقلت إلى القنصلية تحت إشراف ماريا سلامون، ثم القنصل العام مانويل براداس، لأنتقل للعمل في السفارة خلال فترة كابريل فران والسفير خورخي دسكيار وكذا السفير سلكادو «ثم علمت مع السفيرلويس بلاناس. وعملت مع العديد من الوفود الرسمية الإسبانية التي كانت تزور المغرب، وعلى رأسهم وزير الخارجية موراتينوس، في كل من أصيلا والرباط.

وللحقيقة، فالسفراء السابقون لم ألحظ أي اتصال مكشوف لهم مع الانفصاليين أو البوليساريو، لكن حسب ما أعرفه فإن القاسم المشترَك بين كل السفراء الإسبان السابقين هو منح الأولية لبعض الصحراويين، خاصة انفصاليي الداخل، في الحصول على التأشيرة، ومنهم من لا يكلف نفسَه حتى عناء جمع الوثائق!...

إضافة إلى ذلك، فإن هناك طريقة معتمدة منذ سنوات من أجل جمع المعطيات حول المغرب، وهي أن السفير يستضيف شخصية مغربية، سواء كانت سياسية أو ثقافية أو اقتصادية، ويحضر رفقة أحد مستشاريه، حسب تخصص الضيف، فإذا كان سياسيا يحضر مستشار السفير السياسي وهكذا، يكون الحديث رسميا، فإذا كان الضيف من الذين يشربون الخمر، فإن السفير يوصي النادل ب«إكرامه»، حتى يستخرج منه العديد من المعلومات، إلى درجة أن هناك من يقول كلما شاهد ضيفا مغربيا مع السفير: «راهْ بداو يْجْرُّو لو اللّْسان».

- لكن أنت سائق والمفروض أن تكون في الخارج وليس حاضرا في مثل هذه اللقاءات، كيف تعرف ذلك؟

هذه معلومات مؤكدة علمت بها، وهذه منهجية سار عليها كل السفراء السابقين الذين يعقدون جلستين كل شهر لأجل هذا.

- هل تم طردك أم قدمت استقالتك؟

كانت هناك مشاكل شخصية بيني وبين زميلة لي كنا سنسوي الأمر معها، فحاول السفير أن يستغلها لطردي، مع أن هذه المشاكل لا علاقة لها بالعمل بل شخصية.

تم الاتصال بي هاتفيا وأنا في عطلة ما بين 9 و19 يناير من سنة 2009 ليُطلَب مني الحضور إلى السفارة واستقبلني نائب السفير ألفونسو، وآخرين، وقال لي إنه يتحدث باسم السفير، وإني تجاوزت حدودي وأصبحت أفهم أكثر من اللازم، فقدم لي ورقة استقالة لأوقعها فرفضتُ ذلك، فتم تهديدي إما بالتوقيع أو بأنه ستلفق لي تهمة ويتم استدعاء رجال الشرطة، فلم أرضخ لتهديداتهم، فأمروني باصطحابهم إلى قبو، حيث توجد الحقائب الدبلوماسية، فقيدني رجال الأمن بالأصفاد، وانطلقت العديد من الأسئلة، ماذا قلت لزميلك السائق؟ ماذا تعرف عن السفير؟ فكان جوابي أني لم أخبره بأي شيء.

تم احتجازي منذ العاشرة والنصف صباحا حتى الرابعة زوالا، دون أكل ولا شرب.. ذقت خلالها كلَّ أنواع الذل والمهانة، جرّدوني من كل الوثائق والبطائق التي تربطني بهم، وكان ينوون أيضا تجريدي من جواز السفر، لكن لم يفلحوا. لقد أجبروني على توقيع الاستقالة.

- لماذا لم تخبر وقتها مفتش الشغل أو السلطات بما تعرضت له؟

كنت في حالة نفسية سيئة، فمن بين الأساليب التي استخدمت أن أحدهم تبول أمامي إلى درجة أنني بدأت أفكر في ما إذا هناك مخطط للاعتداء علي جنسيا، كانت رغبتي هي مغادرة السفارة لا غير. كنت مستعدا للتوقيع على أي شيء، وقعت على الاستقالة وأطلقوا سراحي وطلبوا من أمن السفارة الخاص في الخارج ألا يتركوني أدخل مرة أخرى.

طلبت منهم قبل مغادرتي مقابلة السفير فقالوا إنه غير موجود، كما رفضوا أن ألتقي بممثلة النقابة في السفارة، والتي اتصلت بها هاتفيا، بعدها، لأخبرها بما حدث.

- هل قمت بمراسلة السلطات الإسبانية، وما كان ردهم؟

نعم لقد راسلت كلا من وزارة الخارجية والقصر الملكي ورئاسة الحكومة، لأخبرهم بما حدث، فتلقيت أجوبه منهم، فالمؤستتان الأخيرتان كان جوابهما واحدا، وهو إحالة الملف على الخارجية الإسبانية والتي راسلتني بدورها لتؤكد لي أنه تم الاستغناء عني يوم 15 يناير من سنة 2009، لارتكابي خطأ شخصيا جسيما.

إضافة إلى ذلك، بعثت لي مصالح السفارة عبر البريد وثائق تبين حصولي على الأجرة الشهرية لهذا الشهر في حين أنني لم أتوصل بأي شيء.

لما توصلتُ برد الخارجية أجبتها بأنني مظلوم وكان عليها أن تستمع لي، وأنني سأبلغ تظلمي إلى الصحافة وإلى المسؤولين في المغرب.

والغريب في الأمر أن السفارة اتصلت بمصالح مطار محمد الخامس، لتسأل عني، حسب ما بلغني، ولم أفهم جدوى هذا الاتصال. لدي العديد من الإمكانيات للهجرة خارج المغرب، من أجل العمل، إلا أنني أنتمي إلى فئة الرافضين اللهجرة خارج المغرب، لأنني أحب الاستقرار في بلدي، فقد سبق أن أنهيت علاقة خطوبة مع فتاة تقيم في سويسرا، لرفضي الالتحاقَ بها والعيش هناك.

- هل تعتزم مقاضاة السفارة؟

أول خطأ ارتكبتُه هو أنني لم أبلغْ مفتش الشغل بما حدث عندما وقعتُ على استقالتي، غير أنني سأتقدم بدعوى أمام المحكمة، خاصة أن السفير يبعث لي برسائل شفوية مفادها أنه قادر على منعي من الحصول على عمل آخر، ومن الأدلة على أنني ضحية طرد تعسفي هو أن الاستقالة غير مصادق عليها لأنها كانت تحت الإكراه.

طُردت من العمل منذ يناير 2009، وفضّلتُ عدم الحديث إلى الصحافة وبحثت عن الحلول، وعندما تم إبلاغي أن السفير لديه القدرة على منعي من أي عمل مناسب في أي سفارة من السفارات، لم أتحمل الوضع، فبحت بما في داخلي لجريدتكم. لقد أمضيت أياما مأساوية بعد الطرد، حاولت وقتَها الانتحار لكنْ منعني إيماني بالله تعالى، أصبت بمرض ضغط الدم، وبعت شقتي التي اقتنيتها بقرض من البنك، إضافة إلى أن علي ديونا من الأبناك، في إطار قروض

استهلاك.

- هل عقد لقاء مع الصحراويين كافٍ لاتهام سفير بأنه على علاقة بالبوليساريو؟

إن تحركات السفير الإسباني كلَّها تدل على انحيازه للبوليساريو، فخلال انعقاد القمة المغربية الإسبانية في سيفيا، كانت هناك وقفة احتجاجية نظمتها منظمات إسبانيا رفقة الانفصاليين، رافقت السفير إلى مقهى هناك، فتركته رفقة شخصين ولم يكونا سوى انفصاليين من الذين شاركوا في الوقفة التي تطالب بإقامة ما يسمى «الجمهورية الصحراوية»، إضافة إلى ذلك، فإنه في بعض مكالمته يسأل عن الظروف التي مر بها اجتماع في الجزائر وغيرها من

القرائن...

- لكل بلد سياسته المحددة، فهل ترى أنه يتعين على سفير إسباني أن يكون مغربيا؟

لكنه سفير وممثل لحكومة إسبانيا في المغرب، فالمفترَض فيه أن يحترم البلد الذي يستضيفه وألا يتدخل في شؤونه الداخلية، فمثلا نجده يدعم حركة «كيف كيف»، إذ إن السفير كلما تحدث إلى رئيسها إلا ويقول له «كيف حال ابني؟».. ومرة، سمعته يقول له: «إذا كان لديك وقت فلتأتِ إلى السفارة لتأخذ الشيك».. أضف إلى ذلك تأييدَه لجماعة العدل والإحسان، فكم مرة شوهدت نادية ياسين رفقة زوجها تدخل السفارة الإسبانية... وحسب ما علمت، فإن السفير الإسباني سبق أن زار مقر شيخ الجماعة عبد السلام ياسين، رفقة شخصية إسبانية ورئيس قسم المخابرات والمستشار السياسي، وتنقلوا في سيارة غير رسمية...

ومن بين أساليب الإسبان استعمال النساء لاستمالة مسؤولين وأخذ معطيات ومعلومات منهم، فمثلا كانت هناك إسبانية على علاقة بمسؤول كبير في قطاع الإعلام، وبعدها، غادرت بعدما حصلت على منصب في ديوان أحد الوزراء الإسبان، وهذا المسؤول الإعلامي كان في أحد أعياد إسبانيا الوطنية يرغب في مغازلة زوجة دبلوماسي إسباني، بعدما ثمل، فتدخلت لأطلب منه احترام
الاحتفال.

- هل توصلت برد من وزارة الشؤون الخارجة المغربية على الرسالة التي بعثت بها؟

لم أتوصل بأي جواب يذكر، وهذا ما زاد من معاناتي، كنت ضحية غيرتي على وطني لأنني لم أتحمل ما أراه وأخبرت زميلي، إضافة إلى أنني لست من الذين يتقنون فن التملق، فكانت النتيجة فقدان راتبي الشهري الذي يقدر ب12 ألف درهم.

ومع الأسف ما يحز في نفسي، أيضا، أن هناك مخبرين للسفارة الإسبانية من المغاربة، وكان أحدهم يتردد على السفارة، بشكل يومي، عندما كانت في مقرها القديم والجميع يعرف أنه ليس عاملا رسميا فيها، ولكن بعدما غيرت السفارة موقعها لم نعد نراه، لأن الطريقة التي بنيت بها يصعب معها معرفة الذين يترددون على السفارة بشكل غير
رسمي.


حكاية صندوق أسود أسسه السفير
كشف بنهمو أنه في عهد لويس بلاناس، أسس الصندوق الأسود الذي كان السفير يدفع منه المال للخلية التي كانت تعمل معه والمكونة من صحافيين ومواطنين أو منضوين تحت أحزاب مقابل المعلومات التي كان يتوصل بها.
وأضاف بنهمو أنه علم من بعض العاملين بالسفارة بأن بلاناس هو أول من أسس هذا الصندوق على خلاف باقي السفراء الذين عبر محدثنا عن جهله بطريقة اشتغالهم مع خونة الوطن.
وقال بنهمو إن المعلومات التي كان يحصل عليها السفير كانت ترسل إليه عن طريق التلغراف، حيث كان ينادي على الموظفة المختصة لتأتي إلى السفارة في غير أوقات العمل، وكان يذهب هو بدوره إلى مقر السفارة.
وحين تكون المعلومات مهمة جدا -يؤكد بنهمو- فإن السفير كان يعمد إلى بعثها عن طريق الحقيبة الدبلوماسية، حيث كان محدثنا يقدمها هو شخصيا، على حد قوله، إلى ربان الطائرة يدا بيد. وعندما تعقدت الأمور بالمطار وتم تشديد الإجراءات الأمنية داخله، أصبح بنهمو يسلم الرسالة إلى موظف بالخطوط الإسبانية ويتلقى بالمقابل وثيقة الاستلام ويقدمها إلى السفير مباشرة.
وأفاد بنهمو أيضا بأن السفير بلاناس كان يرسله إلى مطار محمد الخامس لتسليم ظرف مشمع إلى إسباني قادم من مدريد عن طريق الخطوط الإسبانية إيبريا، وكان يلح عليه في عدم انتظاره بشكل معلن أو كتابة اسمه على ورقة ويطلب منه بالمقابل انتظاره في قاعة الانتظار كإجراء احترازي، بل إن هذا الإسباني كان يعرف رقم هاتفه وبالتحديد رقم الهاتف الذي منحه إياه السفير وليس رقمه الشخصي، حيث كان يتصل به ليعلمه بمكان تواجده داخل المطار، ثم يستلم منه الظرف المشمع ويطير مباشرة إلى الجزائر، مع العلم بأن هذا الإسباني يتغير أحيانا بشخص آخر، كما أن السائق الآخر كان يسلم الظرف إلى أشخاص آخرين.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.