جريدة العلم الحسن الياسميني لم يمر التغيير الذي عرفته السفارة الاسبانية بالرباط دون ردود فعل ودون تأويلات, ففي الوقت الذي فسرت فيه وزارة الخارجية الاسبانية تغيير سفيرها لويس بلاناس بالاستعداد لرئاسة اسبانيا للاتحاد الأوروبي, فان جهات أخرى أكدت أن هذه التغييرات التي لم تقتصر على السفير وحده ولكن كل السفارة الاسبانية بالرباط شهدت خلخلة كبيرة كانت نتيجة لتداعيات التصريحات التي أدلى بها الوزير الأول عباس الفاسي أمام مجلس النواب والمستشارين والتي أكد فيها تشبث المغرب باسترجاع المدينتين المحتلتين سبتة ومليلية, وما استتبع ذلك من ردود فعل داخل السفارة وداخل أجهزة الدفاع والمخابرات الاسبانية. يذكر أن لويس بلاناس كان قد رفض تسلم وثيقة توصل بها من وزارة الخارجية المغربية تصف سبتة بالثغر المحتل. وأضافت التعليقات أن الأمر لا يقف عند هذا الحد بل يتعداه إل احتجاج المغرب على عسكرة المركز الوطني للاستعلامات الاسباني C.N.I الذي عين على رأسه الجنرال فليكس سانش رولدان, هذا التوجه الذي يتهمه المغرب حسب بعض المحللين بالوقوف ضد تطوير العلاقات بين لبلدين وذلك بالتعاون مع وزارة الدفاع الاسبانية. كما أن هذه الاستخبارات الاسبانية التي يترأسها الجنرال رولدان لا تدخر جهدا في تطويق ما سماه محلل اسباني اللوبي المناصر للمغرب الذي يترأسه وزير الخارجية ميغيل أنخيل موراتينوس. وتشير الأصابع إلى الجهود التي تقوم بها الاستخبارات الاسبانية من أجل ابعاد مسلمي اسبانيا عن التأثير القوي الذي يمارسه المغرب من خلال وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية وكذلك من خلال العمليات الاستخباراتية التي تحاول تسفيه جهود المغرب في محاربة المخدرات والهجرة غير الشرعية عن طريق اختراق بعض الجمعيات في الشمال وفي عدد من مناطق المغرب في قضايا أخرى. ويذكر أن الاستخبارات الاسبانية كانت قد وضعت حداً لأنشطة استخباراتي عسكري برتبة كولونيل في الناظور حيث استدعته على الفور بعد أن اتهمه المغرب بأنشطة مريبة. والجدير بالذكر أن التغيرات التي أقدمت عليها وزارة الخارجية الاسبانية لم تقف عند السفير بل طالت أيضا الرقم الثاني في سفارة مدريد بالرباط ألفونسو بورتابليس والكاتب الأول للسفارة جافيير بويغ والمكلف بالداخلية انطونيو فيغال وكذا المسؤول بل المركز الاستخباراتي الاسباني بالمغرب وعدد آخر من الدبلوماسيين.