يقع جامع «الكتبية» بوسط مدينة مراكش، وهذا الاسم مشتق من «الكتبيين»، وهو اسم سوق لبيع الكتب يعتقد أنه كان بمقربة من المساجد. وبني جامع الكتبية الأول من طرف الخليفة عبد المومن بن علي الكومي سنة 1147 ميلادية على أنقاض قصر الحجر المرابطي الذي كشفت التنقيبات الأثرية على بناياته ومكوناته المعمارية، حسب ما ورد في الموقع الالكتروني للموسوعة الحرة. أما المسجد الثاني فقد تم بناؤه في سنة 1158م، وهو يشبه من حيث الحجم البناية الأولى، وينتظم في قاعة للصلاة مستطيلة الشكل تضم سبعة عشر رواقا موجهة بشكل عمودي نحو القبلة، تحملها أعمدة وأقواس متناسقة وتيجان فريدة تذكر بتلك التي نجدها بجامع القرويين بفاس. «وأمر عبد المومن ببناء المسجد الجامع بحضرة مراكش...فبدأ ببنائه وتأسيس قبلته في العشر الأول من شهر ربيع الآخر سنة 553 هجرية، الموافق لشهر ماي 1158 وعمل في منتصف شعبان من السنة المذكورة على أكمل الوجوه وأغرب الصنائع، وأفسح المساحة، وأحكم البناء والنجارة، وفيه من شمسيات الزجاج ودرجات المنبر وسياج المقصورة ما لو عمل في السنين العديدة لاستغرب تمامه، فكيف في هذا الأمد اليسير الذي يتخيل أحد من الصناع أن يتم فيه تقديره وتخطيطه فضلا عن بنائه، وصليت فيه الجمعة منتصف شعبان المذكور» كما جاء في كتاب الاستقصا لأخبار دول المغرب الأقصى لمؤلفه أحمد بن خالد الناصري. وبنى عبد المومن بدار الحجر مسجدا آخر جمع فيه الجمعة، وشرع في بناء المسجد الجامع، وهدم الجامع الذي كان أسفل المدينة الذي بناه علي بن يوس ويعتبر جامع الكتبية من أهم جوامع المغرب، حسب قول صاحب الحلل الموشية في ذكر الأخبار المراكشية. ويشغل الجامع مساحة قدرها، 5300 متر مربع وفيه 17 جناحًا و11 قبة مزدانة بالنقوش، و فيه أعلنت قرارات السلاطين المهيبة وجرت كبريات الأحداث، حسب ما ورد في موقع الموسوعة الحرة. وللجامع مئذنته المزخرفة في أجزائها العليا بإفريز خزفي مطلي بلون الفيروز أصبحا رمزا للمدينة، أما منبر الكتبية فهو مزود بنظام آلي للحركة يعتبر من روائع فن النجارة الإسلامية. وقد صنع هذا المنبر في قرطبة في بداية القرن الثاني عشر بطلب من الأمير المرابطي علي بن يوسف بن تاشفين من أجل الجامع الذي انتهى من بنائه في مراكش. ويشكل التقاء رواق القبلة بقببه الخمسة والرواق المحوري تصميما وفيا لخاصيات العمارة الدينية الموحدية التي كان لها بالغ التأثير في مختلف أرجاء الغرب الإسلامي. ويعتبر مسجد الكتبية المنارة الإسلامية الموجودة في قلب مدينة مراكش النابض للمسجد تاريخ ضارب في القدم من عهد حضارات فنت وبقي هو شاهدا على تاريخها أتت تسمية مسجد الكتبية بهذا الاسم مقتبسة أو مستوحاة من نوع النشاط في المساحة القريبة من المسجد وهم الكتابون والخطاطون والكتبيون كما كانوا يسمون قديماً مسجد الكتبية، تم بناؤه في عهد الدولة الموحدية وفي عهد خليفتها عبد المؤمن بن علي في النصف الثاني من القرن الثاني عشر الميلادي. وعرف عن مؤسس مسجد الكتبية أيضا تعظيمه للمصحف الشريف، إذ «صنعت له في عهده أغشية بعضها من السندس وبعضها من الذهب والفضة ورصع ذلك بأنواع من الياقوت وأصناف الأحجار غريبة النوع وعديمة المثال، واتخذ للغشاء محمل بديع مما يناسب ذلك في غرابة الصنعة واتخذ للمحمل كرسي على شاكلته ثم اتخذ للجميع تابوت يصان فيه على ذلك المنوال»، حسب ما ورد في كتاب الاستقصا لأخبار دول المغرب الأقصى .