كشف المندوب الجهوي للمياه والغابات في أكادير أن السبب في اندلاع حريق الأسبوع الماضي في جبال إداوتنان في أكادير كان هو إقدام أحد القرويين، وكان يجني الخروب، على إعداد «براد أتاي».. وأثناء إشعاله النار، تطايرت إحدى الشرارات إلى الأحراش المتواجدة في الغابة، فانتشرت بسرعة عجز معها، هو وبعض أفراد عائلته، عن تطويقها. وبعد علم قائد المنطقة بالحريق، أخطر هذا الأخير مصالحَ المياه والغابات التي عبأت الإمكانيات الأولية. وأضاف المندوب الجهوي، الذي كان يتحدث خلال الزيارة التفقدية التي قام بها والي جهة سوس ماسة إلى المنطقة، (أضاف) أن الرياح التي كانت قوية والحرارة المفرطة ووعورة التضاريس كانت السببَ في اتساع المساحة التي التهمتها الحرائق. ووصف المندوب الجهوي للمياه والغابات الحريقَ بكونه كان «ذكيا»، حيث يغير اتجاهه في كل مرة، إذ في وقت من الأوقات كان يهدد الأفراد العاملين في الإطفاء من مختلف قوات الأمن والمواطنين الذي شاركوا في إطفاء الحريق، حيث كانت ألسنة اللهب تمتد على مسافة 30 مترا. وكشف المسؤول ذاته أن مرور الحريق إلى المستوى الثالث من الخطورة، استدعى تعبئة الإمكانيات الجوية، حيث شاركت في جهود الإطفاء سبعُ طائرات تابعة للدرك الملكي وطائرتان للقوات المسلحة الملكية من نوع C130 تزن حمولة كل واحدة منهما 11 طنا من المواد المضادة للحرائق. كما تم تجنيد 550 من العناصر من مختلف الأجهزة الأمنية، من رجال المطافئ والقوات المساعدة والجنود والدرك والمياه والغابات والسكان، كما استدعى الأمر تدخلَ بعض الأقاليم المجاورة، تارودانت والصويرة، من أجل تطويق الحريق. وخلص المندوب الجهوي للمياه والغابات إلى أن أهم الدروس المستخلَصة من هذا الحريق هي ضرورة تعزيز التكوين في مجال إطفاء الحرائق والتدخل، وأكد أنه -لأول مرة- يتم تسجيل مثل هذا النوع من الحرائق الذي كان يأخذ منحى تصاعديا. وكشف أن المناطق المحروقة يُحظَر فيها الرعي لمدة تقارب الثلاث سنوات، من أجل توفير ظروف استعادة الغطاء النباتي في هذه المساحات الشاسعة التي التهمتها النيران... كما تم في نفس الزيارة التفقدية تقديم بعض المساعدات إلى 200 من الأسر المتضررة من هذه الحرائق، كما تم تزويدهم بحوالي 24 طنا من الأعلاف.