أجلت المحكمة الإدارية بمكناس، صباح أول أمس الخميس، ملف سقوط طفلة أثناء الوضع بمستشفى «باينو» في مكناس إلى 23 شتنبر القادم، بسبب تخلف ياسمينة بادو، وزيرة الصحة العمومية، عن حضور الجلسة. واضطر القاضي المقرر عبد الكريم الخيام إلى استدعاء وزارة الصحة في شخص الوزيرة ياسمينة بادو إلى الجلسة القادمة، كما تقرر استدعاء كل من الوزير الأول، ممثلا عن الدولة المغربية، والمسؤول الإداري بالمستشفى المذكور وممرضتين بها والوكيل القضائي للمملكة. وأنهى القاضي الخيام جلسة أول أمس، التي صادفت اليوم الأول من شهر رمضان، في وقت وجيز بعد تخلف الوزارة الوصية عن الحضور. ويأتي استدعاء هؤلاء المسؤولين بناء على الدعوى التي رفعها علال الحريقي، أب الرضيعة التي تعرضت لكسر بجمجمتها على إثر سقوطها خلال الولادة. واتهم علال الحريقي، وهو فقيه بمسجد في دوار «أيت كراط» بجماعة «سبت جحجوح» بإقليم الحاجب، إدارة المستشفى بالتقصير. وتعود وقائع هذه القضية إلى تاريخ 10 فبراير الماضي، عندما ولجت الأم مريم الهلالي، 34 سنة، إلى المستشفى المذكور، وهي تعاني من الآم المخاض، ليجري لها الطبيب فحصا أثبت أنها على وشك الوضع. بعد ذلك، تم تزويدها ب«السيروم» وحقنها، لتترك على «سرير» وحيدة دون رعاية. وحينما اشتد بها الوجع، لم يعر العاملون بالمستشفى أي اهتمام لاستغاثاتها، يقول زوجها، لتضع الجنين تلقائيا ويسقط الأخير من فوق «سرير الوضع» الذي يعلو عن الأرض بحوالي متر ونصف. وفيما سارعت الممرضتان إلى حمل المولودة ونقلها إلى الإنعاش، بعدما أصيبت بكسور في الجمجمة، تقرر، بعد ذلك، نقلها إلى مستشفى الحسن الثاني بفاس، ليتم إدخالها إلى العناية المركزة لمدة تزيد على 16 يوما. ووجد الأب نفسه في متاهة بعد أن طلب منه سائق سيارة الإسعاف تسليم مبلغ 200 درهم كثمن ل«المازوط» رغم أن السيارة في ملكية الدولة، قبل أن تتدخل محسنة وتدفع المبلغ بالنظر إلى الظروف المادية المزرية للأب الذي لا يتقاضى أكثر من 700 درهم شهريا كراتب مقابل عمله. ورغم أن الطفلة تعرضت لكسر داخل مستشفى عمومي تابع لنفس الوزارة، فإن إدارة مستشفى الحسن الثاني ظلت تلح على الأب في ضرورة مغادرتها للمستشفى لأنه لم يعد هناك من داع لبقائها، في الوقت الذي رفض فيه مستشفى الولادة بمكناس تسليمه تقريرا يثبت حالة الطفلة وما تعرضت له، «رغم أنني -يقول والد الطفلة- التقيت بمدير المستشفى ثلاث مرات وشرحت له ملابسات الحادث». وأشار علال الحريقي، في اتصال هاتفي أجرته معه «المساء»، إلى أن هناك مضاعفات ما زالت تعاني منها الطفلة التي لا يتجاوز سنها 6 أشهر، وألمح إلى أن احتمال إصابتها بتلف في المخ وارد بقوة. وكان والد الطفلة قد قال ل«المساء»، في وقت سابق، إن قوة الارتطام بالأرض جعل الدم يحتبس في عينيها. وفور وقوع الحادث، أمر الطبيب، الذي ولج قاعة الولادة واكتشف الواقعة، بتحويل إحدى الممرضات على المجلس التأديبي للتحقيق معها في ما وقع، وتقرر توقيفها لمدة 20 يوما عن مزاولة العمل، قبل أن يتم استدعاؤها رفقة زميلة لها بالمستشفى من قبل المحكمة الإدارية للاستماع إلى أقوالهما بخصوص هذا الحادث.