مأساة غريبة يعيشها في الديار الفرنسية مواطن مغربي يدعى «جمال»، بعدما بات متورطا في قضية مثيرة تتلخص في أنه، حسب اتهامات السلطات الفرنسية له بأنه كان يُجبِر «صديقاته» على توقيع عقود تأمين يكون هو المستفيد الوحيد منها، ثم يسعى إلى التخلص منهنّ، عبر قتلهن في حوادث سير، في وقت ينفي فيه «جمال» تلك التُّهمَ، جملة وتفصيلا، ويقول إنها «فبركة» من رفيقته الثانية، ل«الانتقام» منه، بعدما انفصل عنها.. وبدأت الحكاية عندما ألقت أجهزة الأمن الفرنسي في ضواحي باريس، مؤخرا، القبض على المواطن المغربي الذي يُعتقَد أنه يحمل الجنسية الفرنسية بعد اتهام رفيقته الثانية له بسرقة عقود تأمين خاصة بها، بعد انفصالها عنه. وبعد بحث وتحقيق، وجَّهتْ له أجهزة الأمن تهمةَ قتل «صديقته» الأولى ومحاولة قتل الثانية، بغرض الحصول على المبالغ المخصصة لهما معا في التأمين، فيما ثبت للأمن الفرنسي أنه يعيش، حاليا، رفقة صديقة ثالثة وقعت له هي الأخرى عقودَ تأمين سيكون المستفيدَ الوحيد منها بعد وفاتها. وتحدثت وسائل إعلام فرنسية، أمس الأحد، عن أن المتهم -ويبلغ من العمر 32 عاما- سبق له أن استخلص مبالغَ قُدِّرت بنحو مليون أورو عام 2007، على إثر وفاة «صديقته» الأولى في حادثة سير غامضة. وحسب المصادر نفسها، فإن الهالكة كانت تتجول مع رفيقها المتهم على متن دراجتين، قبل أن تدهسها سيارة وتفاق الحيات أثناء نقلها إلى المستشفى، ليحصل هو بعدها على مبلغ مليون أورو. وكان ينتظر أن تجبر المحكمة شركات التأمين التي وقعت لها الهالكة عقودا خاصة على دفع باقي التكاليف، حيث كان مقرَّرا أن يصل المبلغ إلى 2.6 مليون أورو، لأن القانون ينص على مضاعفة مبلغ التأمين في حالة توفيت المتعاقدة معها في حادثة سير... وتحدثت مصادر قضائية على علاقة بالتحقيق الجاري في مقتل «الصديقة» الأولى عن أن المحققين يعتقدون أن المتهم حاول تكرار «السيناريو» نفسه مع «صديقته» الثانية، التي سبق أن تعرَّف عليها وارتبط بها قبل أن تقع خلافات بينهما. وبعد أن علمت المعنية بالأمر بالتحقيق الجاري مع المتهم بشأن خلافه مع شركات التأمين واشتباه السلطة في وقوفه وراء مقتل رفيقته الأولى، اتصلت برجال الأمن وأكدت لهم أنها على علاقة به، وربطت بين حادثة سير غامضة وقعت لها ونجت منها بأعجوبة، خلال عطلة في المغرب وبين مقتل الصديقة الأولى للمتَّهم، حيث أكدت للمحققين أنها كانت قد وقعت، أسابيعَ قبل ذلك، عقودا للتأمين على حياتها بمبالغ قُدِّرت بنحو 5 ملايين أورو وجعلت رفيقها المستفيد الوحيد منها، مؤكدة للأمن أنه بعد الانفصال، تمت سرقة تلك العقود من منزلها، في ظروف غامضة. ولم تنتهِ مآسي المغربي المُتَّهَم عند هذا الحد، حيث تأكد للمحققين أن صديقته الحالية وقعت، هي الأخرى، عقود تأمين وجعلته في خانة المستفيدين، بشكل حصري، حيث وصل مبلغ التأمين إلى حدود 2.4 مليون أورو. ونشرت وسائل الإعلام الفرنسية تصريحات للمتهم أكد فيها براءتَه من جميع التُّهم المنسوبة إليه، موضحا أنها «مجرد مصادفات غريبة» واتهم رفيقته الثانية بالسعي إلى الانتقام منه، بعد انفصاله عنها وارتباطه بصديقة ثالثة.