كشف اللاعب الدولي المغربي السابق عزيز بودربالة عن جوانب متعددة من تفاصيل حياته، الخاصة، العامة والعملية، ليلةَ الخميس، 29 يوليوز الأخير، في حلقة متميزة من برنامج «حدِّثْ ولا حرجْ»... وقد تحدث اللاعب المتأنق، الذي يُعدُّ واحدا من أمهر من أنجَبَتْهم ملاعبُ كرة القدم الوطنية، عبر تاريخها، الذي يتعرض في أيامنا هذه إلى «نكبة» حقيقية، جراء هزائم مُهينة ومتتالية، و»غرائبية»، بكل المقاييس... استعاد اللاعب الفنان محطاتٍ متميزةً من مساره الكروي الحافل، الذي كرَّس من خلاله نفسَه نجماً حقيقيا فوق ملاعب الكرة، التي كان عزيز يخلق فوق رقعتها «شوارع مرواغات» كان يتأنّق ويتألّق في إبداع «لوحاتها» الجميلة، التي تشهد على عبقرية فنان بكل معاني الكلمة عزف «ألحانا» من اختراقات مذهلة ومراوغات خالدة، كان ضحيتَها فوق المستطيل الأخضر كلُّ من كُتِب عليهم أن يجدوا أنفسهم، ذات مقابلة، وفي مواجهته... تحدَّث عزيز بودربالة عن أصوله، التي تنتسب إلى نواحي شيشاوة (دوار أيت هادي)، حيث تحسَّر اللاعب الفنان على ما تتعرض له «عين أبايْنو»، مثلا، من تلويث لمياهه «على يد البرَّاني ممن يقصدون المنطقة ويُسيئون إلى هذا المنبع المهم بالنسبة إلى سكان المنطقة»... «شارع المراوغات»، كما لقَّبه الإعلام العربي، ذكر أيضا أن لديه «واحدْ الفْمّ سْخون وما تيْسْكتشْ».. وفي هذا الإطار، ذكر أن الشركات التي تكفلت بإعداد الطريق السيار، مراكشأكادير، مؤخرا، خلَّفت العديد من الحُفر في طرقات نواحي شيشاوة، مما حذا به إلى تعبئة السكان المتضررين من أجل الخروج للاحتجاج على ما لحق بهم من أضرار، ولمطالبة الجهات المتسببة فيها برفع تبعاتها عنهم... كما أشار إلى أنه «غضب» على مسؤولي جامعة كرة القدم عندما نظموا حفلا لتكريم بعض الفعاليات الكروية.. لكنهم، بدل أن يهتموا بالوجوه الكروية المعروفة، خصصوا الكراسي الأماميو ل«نكرات» وغرباء عن الميدان، وفوق ذلك خصّ المنظمون هؤلاء «النكِرات» بتوزيع الجوائز، عوض أسماء تألقت وأعطت الكثير للكرة المغربية... التزام بنصرة المتضررين من قِبَل لاعب كبير لا يرى حرجا في الانخراط في أنشطة جمعوية وإنسانية، وفي حاجة إلى من يمد لهم يدَ المساعدة والعون.. وكما رأيناه «واضحا» في توغُّلاته وعايَنّا «كرمَه» في إمداد زملائه بكرات غالية فوق رقعة الملاعب، التي خلَّد فيها اسمَه إلى الأبد بين عباقرة اللعبة، كان عزيز واضحا، أيضا، وهو يُصرِّح بأنه ينشُط «ضمن خرب سياسي.. من منطلَق أنه يعتبر أن «هدف الرياضة والسياسة والفن هو تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية»، وما دم أنه كان، دوما، منفتحا ومحبا للمواجهة ولا يحبّذ السلبية والانهزامية... وبما أننا نتحدث عن «فنان» ولج عالم الكرة «عن طريق الصدفة»، كما قال، فقد كان طبيعيا أن يتطرق الحديث الأثيري لحيثيات ميولاته الفنية، حيث عرض، مؤخرا، على شاشة التلفزة مسلسل «الفْرقة»، الذي جسّد فيه لاعبنا الفنان أحدَ الأدوار الرئيسية، و«الذي كان طبيعيا بعد عرضه، أن أتوصل بمجموعة من العروض للمشاركة في أعمال أخرى»، يقول بودربالة، الذي قد يسحر المغاربة، كفنان أيضا، بعد أن سحر عشاقَ المستديرة منهم، لاعباً.. وفي هذا الإطار، ذكر بودربالة أن عملا مشترَكا بينه وبين نعيمة سميح قد يرى النور في القادم من الأيام، حيث قد يفاجئنا عزيز بلحن جميل -أو ألحان- لسيدة الغناء المغربي. كما ذكر بودربالة أنه تلقى وعدا صادقاً من المخرجة بشرى إيجورك، «الفنانة الجميلة والكاتبة الرقيقة»، كما وصفها، بخصوص عمل تلفزيوني (سياسي) قال إنه «خطير جدا»، وقد يقع اتفاق بينهما بشأنه خلال الأيام القليلة القادمة، ليشكل محطة متميزة أخرى في مسار هذا الفنان الرياضي أو الرياضي الفنان، قد ترافقه خلالها صاحبةُ «البرتقالة المُرّة» إلى إبداع «لمسات فنية» في «ملعب» التمثيل، هذه المرة !... وقد تحدث بودربالة عن تأثره العميق بعبد الحليم حافظ وب«الإخوان ميكري»، إلى درجة «أنه في أوج تألُّق ظاهرة الغيوانية، في مطلع سبعينيات القرن الماضي، كنتُ الوحيدَ بين أبناء الدرب الذي لم يكن يَخفي إعجابَه بهذه المجموعة الغنائية الجميلة». وذكر بودربالة أن هناك ثلاثة تواريخ طبعت حياته ولا يمكن أن ينساها أبدا، أولُها 15 أكتوبر 1977، تاريخ الانخراط في صفوف الوداد البيضاوي.. ثانيها 18 يوليوز 1991، تاريخ ازدياد ابنه البكر «الحنفي».. وآخرها 1986، السنة التي شهدت المشاركةَ التاريخية لمنتخب المغرب في مونديال مكسيكو...