أعلنت شركة «ألزا» للنقل الحضري بمدينة مراكش، خلال الأسبوع الأول من شهر يونيو المنصرم، عن زيادة في سعر تذكرة الحافلة قبل أن تتراجع عنها بسرعة ودون إعطاء أي توضيح في الموضوع. وقليل من الركاب المراكشيين انتبه إلى أن الشركة، عبر فرعها مجموعة «ألزا» للنقل، المعروف اختصارا ب GAT، علقت إشعارا بالزيادة في سعر التذكرة الواحدة للركوب في حافلاتها التي تجوب أحياء وشوارع المجال الحضري للمدينة الحمراء، ثم عادت لتزيله بعد يومين من تعليقه. زيادة كانت سترفع بالتأكيد من معاناة ساكنة المدينة مع متطلبات الحياة، خصوصا بالنسبة لأولئك الذين يستعملون حافلات الشركة في تنقلاتهم اليومية. وكما كان الإعلان عن الزيادة مفاجئا، فإن التراجع عنها أيضا كان بنفس الطريقة، وفي ظل تكتم شديد من إدارة الشركة على هذا الأمر. مصادر «المساء» المقربة من الشركة، أكدت أن الزيادة التي كانت تنوي إدارة الشركة فرضها على مستعملي حافلاتها من سكان مراكش تبلغ «نصف درهم»، وأنها كانت ستهم المجال الحضري في المرحلة الأولى، ليتم تعميمها من قبل إدارة الشركة على حافلاتها المشتغلة على الخطوط التي تربط المدينة بالنواحي في مرحلة ثانية. وفي اتصال ل «المساء» بوداد سميج، مديرة الموارد البشرية بشركة «ألزا» الإسبانية، رفضت المسؤولة تأكيد الخبر أو نفيه، وبدت متوترة وهي تحاول تفادي الأسئلة الموجهة إليها، كما رفضت الإدلاء بأي توضيحات في هذا الموضوع. هذا في الوقت الذي أجرت «المساء» اتصالات عديدة بالمسؤول الرئيسي عن الشركة لكن هاتفه كان خارج التغطية. هذا وتُرْجِع مصادر اتصلت بها «المساء» أسباب تراجع الشركة عن الزيادة بشكل مفاجئ وفي ظروف غامضة إلى تزامنها مع المسيرة الاحتجاجية التي نظمها المكتب النقابي لمستخدمي شركة «ألزا» المنضوين تحت لواء نقابة «الكونفدرالية الديمقراطية للشغل»، التي نظموها احتجاجا على معاناتهم من جملة «مضايقات واستفزازات» في عملهم، من قبل الإدارة. وأوضحت المصادر ذاتها أن الإدارة عللت تراجعها عن الزيادة بعدم توفر الظروف المناسبة لها، والإجراءات الإدارية واللوجستيكية المصاحبة داخل الشركة لتمرير الزيادة، إضافة إلى عدم توفر الكم الكافي من التذاكر، لكن هذه المصادر عادت وشككت في هذا التعليل. يذكر أن شركة «ألزا» التي حازت صفقة النقل الحضري بالمدينة الحمراء قبل 11 سنة، انطلقت بتعريفة للتذاكر قيمتها ثلاثة دراهم، ثم انتقلت إلى ثلاثة دراهم ونصف قبل أربع سنوات. ويشتغل داخل الشركة، التي اقتنت جزءا من أسهمها شركة إنجليزية، ما يقارب من 650 مستخدما، منهم 460 سائقا، و160 عاملا، بينهم مسيرون وإداريون ومنظفون وميكانيكيون.