بات الوضع التنظيمي لنقابة الاتحاد المغربي للشغل بالقنيطرة يعيش على صفيح ساخن، بعد بروز خلافات حادة بين بعض مكوناته، أضحت تهدد وحدة نقابة بن الصديق، وتجعلها على مرمى حجر من التفرقة والتشتت محليا، إن لم تتدخل الأمانة الوطنية في الوقت المناسب، بعد توصلها بشكاية من المستائين من الوضع القائم، تكشف مصادر موثوقة. ورغم أن مظاهر الصراع كانت قائمة منذ سنين بين عدة أطياف مكونة لهذا التنظيم النقابي، فإنه لم يسبق لها أن طفت على السطح، وخرجت إلى العلن مثلما هي عليه حاليا، خاصة إبان انعقاد اللقاء التنظيمي الأخير بمقر الاتحاد، والذي أُدرج، حسب المنظمين، في خانة ترميم المكتب المحلي، بينما ادعى أحد الأطراف الممثلة لأحد القطاعات المهمة المشكلة للنقابة، بأن التحضير لأشغاله تم في أجواء من السرية والكتمان، لممارسة الإقصاء في حقه، وحرمانه من التواجد بالمكتب، وهذا ما يفسر حالة الاحتقان والغليان التي سادت محيط مقر الاتحاد وقت عقد اللقاء المذكور، حيث لم يسمح للعديد من النقابيين بولوج المقر، بعدما فرضت حراسة مشددة على المدخل الرئيسي للنقابة، ومنع من وصفوا بغير المنضبطين والمسيسين للعمل النقابي من الدخول، قبل أن يتدخل إبراهيم قرفة، عضو الأمانة الوطنية الذي حضر للإشراف على هذا اللقاء، ويدخل في حوار مع من يسمون أنفسهم مقصيين. الجامعة الوطنية للقطاع الفلاحي، التابعة للاتحاد المغربي للشغل بالقنيطرة، خرجت هي الأخرى عن صمتها. وحسب ما كشفت عنه المصادر، فإن الجامعة راسلت الأمانة الوطنية للمركزية النقابية، بخصوص استيائها من الوضع التنظيمي الذي أشارت إلى أن تجاوزه لن يتم إلا بالقطع مع عناصر الفساد التي تشوه صورة ومصداقية المنظمة بالمنطقة، وانفتاح الاتحاد على كافة الطاقات المخلصة المناضلة في جميع القطاعات، بهدف استرجاع قوة التنظيم وخدمة قضايا الطبقة العاملة، وفقا لمبادئ الاستقلالية النقابية والديمقراطية والجماهيرية والتضامن، على حد قول المصادر ذاتها. وأعرب إدريس عدة، الكاتب العام للجامعة، في تصريح ل«المساء»، عن استغرابه الشديد للهجوم الذي يشن على فرع الجامعة، وحملة الأكاذيب والافتراءات التي تستهدف سمعته وسمعة مناضليه، والتي أدت إلى منعه من المشاركة في آخر تجمع تنظيمي محلي نظمه الاتحاد المغربي للشغل، وعدم تمكينه من الدفاع عن موقعه داخل التنظيم المحلي. واعترف عدة بأن الاتحاد المغربي للشغل بالقنيطرة تهدده أزمة تنظيمية خطيرة، وكشف أن جميع المنتمين لهذه الهيئة هم على علم بأسبابها، والتي كانت، حسبه، عاملا نحو اندحار النقابة في المنطقة إلى مستوى لا يشرف أيا من مناضلي ومناضلات الاتحاد الحقيقيين، والذي يمكن أن يستشف من خلال تقييم حصيلة عمل المكتب المحلي، سواء على الواجهة التنظيمية أو النضالية أو الإشعاعية، على حد قوله، مؤكدا أن العديد من المناضلين الموالين حريصون كل الحرص على محاربة الفساد بكل أشكاله داخل الاتحاد، داعيا الأمانة الوطنية إلى الانخراط في الدفاع عن صورة النقابة بالقنيطرة في مواجهة خصوم وحدتها، وتصحيح الوضع النقابي، حتى تجد كافة مكونات الاتحاد المحلي وقطاعاته مكانتها الطبيعية، وحتى ينطلق، في نظره، مسلسل التصحيح بشكل فعلي بدلا من إعادة إنتاج نفس واقع الأزمة. وحاولت «المساء» استقصاء موقف إدريس غميرو، الكاتب المحلي للنقابة المذكورة، مما ورد سابقا، ورده على مختلف التصريحات التي أشارت إلى وجود تصدع بالفرع المحلي للاتحاد، لكن المجيب الصوتي لهاتفه النقال ظل يجيب بدلا عنه، في كل الاتصالات الهاتفية التي أجريناها معه.